هدم دون إنذار: خسائر بـ200 ألف شيكل في سهل شويكة

طولكرم – خاص “محطات”:
فوجئ المزارع محمد هزاهزة صباح يوم أمس بقوات الاحتلال تقتحم سهل شويكة شمال طولكرم، وتقوم بهدم بيوت بلاستيكية يملكها، دون أي إنذار مسبق، ما ألحق به خسائر قُدرت بحوالي 200 ألف شيكل.
وقال هزاهزة خلال حديثه لبرنامج “محطات” عبر راديو وتلفزيون “كل الناس” وشبكة “معا”:
“إجينا إخطار وقف عمل قبل 10 شهور، وتوجهنا وقتها لمركز القدس اللي حكو إنه مختص بأمور الهدم، ورفعنا دعوى قانونية من خلاله، وقدّمنا كل الأوراق اللازمة، حتى إنهم طمّنونا وقالوا إنه في حال تم رفض الدعوى، راح يعطونا إخطار قبل 96 ساعة من تنفيذ الهدم”.
وأضاف: “ركنا على كلامهم، واعتبرنا إن 96 ساعة كافية ننقل فيها البيوت البلاستيكية من مكان لآخر. لكن تفاجأنا أمس الساعة 9 الصبح، وإحنا نلمّ الباذنجان داخل البيوت البلاستيكية، بدخول الجيش ومعه 12 مدرعة وأكثر من 50 جندي، طوقوا المنطقة، وقالولنا مباشرة: اطلعوا من البيوت البلاستيكية. أعطونا دقيقة واحدة نشيل الصناديق، وما إن طلعنا حتى بدأت الجرافة بالهدم فورًا، وخربوا خطوط المياه، حتى البوابة خلعوها من فوق السياج”.
هزاهزة عبّر عن صدمته من تخلّي مركز القدس عنهم قائلاً: “رجعنا لمركز القدس وسألناهم، لكن صاروا يتهربوا. كنا مركنين عليهم، وكان لازم يبلغونا إذا في رفض، لأنه وقتها نقدر ننقل كل إشي، لكن للأسف هذا ما صار”.
مصادرة أراضٍ وتضييق ممنهج
وفي سياق متصل، تحدث المزارع عن واقع الزراعة في ظل العدوان قائلاً:
“أنا بزرع في سهل شويكة من أكثر من خمس سنين، عندي 130 دونم، كانت أراضي غير صالحة للزراعة واستصلحتها بمبالغ ضخمة. واجهت مشاكل مع الخنازير البرية، وركبت سياج، لكن مع بداية العدوان في 2023 بدأت المعاناة الحقيقية”.
وأضاف: “من وقت الأحداث والاحتلال صادر 60% من الأراضي المزروعة، رموا علينا قنابل مسيلة للدموع من خلف الجدار، ثم صوتيات، وأخيرًا طخوا علينا رصاص حي من فوق الجدار. سيارة انخرمت بالرصاص وطلعنا بصعوبة، والارتباط ما فادنا بشي، ما قدرت أدخل الأرض وجُوّاها محاصيل جاهزة: بطاطا، ملوخية، وغيرهم”.
خسائر متراكمة وتجاهل رسمي
“كان عندي 70 دونم مزروعة، ما قدرت أحصد منها شي، المحاصيل خربت في الأرض. طلبت من الارتباط أطلع البضاعة، حكوا ما بنقدر نساعدك. حالياً بزرع في 50 دونم أبعد شوي، بس الأضرار المالية من دمار البيوت البلاستيكية والمحاصيل بتتجاوز نص مليون شيكل”.
وأشار إلى أن البيوت البلاستيكية التي تم هدمها تبعد 500 متر عن الجدار الفاصل، مضيفًا: “هاي مسافة مش بسيطة، ومع هيك تم الهدم”.
رسالة موجعة من المزارع هزاهزة
“من وقت الحرب لليوم، ولا حدا سأل عنّا، لا في دعم ولا مساعدة. المناطق القريبة من الجدار مهمشة تمامًا، والناس اللي كانت تشتغل عندي، بالعشرات، كلها بطلت تشتغل. كنا ننتج وبنبيع للداخل المحتل، بس من يوم العدوان كلشي انتهى”.
اعداد :دنيا ابوعبيد