الدمار والخراب يخيّمان على أرجاء مخيم نور شمس
الدمار والخراب يخيّمان على أرجاء مخيم نور شمس

كان الدخول إلى مخيم نور شمس، أمس، أمراً غاية في الصعوبة؛ جراء الدمار الكبير الذي خلّفه جيش الاحتلال بالشوارع والمباني ومرافق البنية التحتية.
وبدا المدخل الرئيس للمخيم وساحته وشوارعه ومرافق بنيته التحتية، وكأنه تعرض لزلزال دمر المباني والبنية التحتية ومركبات الأهالي ممن خرجوا من منازلهم لتفقد بعضهم البعض.
ومن وجهة نظر رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، طه الإيراني، فإن ما تعرض له المخيم يشبه في كثير من تفاصيله حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة لليوم الرابع عشر على التوالي.
وأضاف الإيراني: "إن ما حدث في المخيم عبارة عن مجزرة بكل معنى الكلمة ارتكبها جيش بحق الأرض والإنسان، وارتقى خلالها 13 شهيداً من بينهم أطفال، وأصيب عدد كبير من المواطنين وصفت إصابات سبعة منهم بأنها حرجة، واعتقل عدد من أهالي المخيم".
ومضى: "يريدون منا الرحيل وترك الأرض، لكننا سنبقى هنا ولن نرحل ولن نترك هذه الأرض التي هي ملكنا وحقنا، إلا إلى أرض آبائنا وأجدادنا التي هجرتنا منها العصابات الصهيونية إبان نكبة العام 48".
وبدا المشهد أكثر قساوة في حارة "المنشية" بالمخيم، والتي شهدت أشرس الاشتباكات المسلحة، حيث لحق دمار هائل فيها.
ووفق المواطن إبراهيم مسالمة من حي "المنشية"، فإن الوضع كان أشبه ما يكون بالحرب، مضيفاً: "كنا نسمع أصوات الرصاص الحي، والقصف العنيف في كل مكان".
وأكد مسالمة أن قوات الاحتلال دهمت منزله واحتجزته برفقة أفراد عائلته لعدة ساعات في ظل ظروف رهيبة، قبل أن تبدأ بالانسحاب.
يقول المواطن فتحي حامد من المخيم: "كنا في البيت في حارة المنشية، وفجأة سمعنا صوت انفجار قوي باب المنزل، وعندما خرجنا مسرعين وجدنا جثامين تسعة شهداء من بينهم أطفال ملقاة على الأرض، بعد أن استهدف الاحتلال تجمعاً للمواطنين بطائرة انتحارية مسيّرة، وعندما حاولنا إيصال الجثامين والمصابين الذين كانوا ينزفون دماء غزيرة إلى المستشفى الحكومي في طولكرم، لم نتمكن بسبب الحصار المحكم الذي فرضه الاحتلال على المخيم، فنقلناهم جميعاً إلى المسجد".
وفوجئ حامد، بأن نجله كان بين الشهداء، مضيفاً بكلمات تقطر ألماً وحرقة: "هذه دماء ابني ورفاقه، قتلوهم بدم بارد".
وكانت قوات الاحتلال بدأت بشن عملية اقتحام واسعة لمخيم نور شمس، فجر أول من أمس، وتحديداً عند الثالثة فجراً، معززة بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات، وشرعت في تدمير الممتلكات وتجريف الشوارع والبنية التحتية، وقطعت الكهرباء والمياه وخدمة الإنترنت، عن المخيم خلال العملية العسكرية.
ودهمت قوات الاحتلال، خلال عدوانها على المخيم، منازل المواطنين ونشرت قناصتها على أسطحها، وأطلقت النار بشكل متواصل على كل شيء يتحرك في أزقة المخيم، بهدف القتل.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة: إن طواقم وآليات الأشغال باشرت، منذ صباح أمس، بإزالة آثار الدمار التي خلّفها اجتياح قوات الاحتلال مخيم نور شمس في محافظة طولكرم.
وأوضح زيارة خلال متابعته عمل الطواقم من موقعه في قطاع غزة، أنه وبتوجيهات من الرئيس ورئيس الوزراء، بدأت الطواقم منذ ساعات مبكرة بفتح الطرق وإزالة الركام وتأمين المباني، وحصر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والشوارع في مخيم نور شمس.
وأشار إلى أن الآثار السلبية لعدوان الاحتلال كبيرة على محافظة طولكرم ومخيم نور شمس، مبيناً أن هناك أضراراً كبيرة في الطرق والبنية التحتية وشبكات الصرف الصحي والأبنية والكهرباء والمركبات، وأن حجم الدمار يفوق الدمار الذي خلفته اجتياحات الاحتلال السابقة للمخيم.
وبيّن أنه أوعز للجهات ذات العلاقة في الوزارة بتسخير كافة الإمكانيات من طواقم وآليات؛ لمساندة طواقم الوزارة في المحافظة بعملية إزالة آثار الدمار وإصلاح ما دمّرته قوات الاحتلال.