حرب الإشاعة

ابراهيم الخطيب.

سبتمبر 7, 2025 - 08:16
حرب الإشاعة

حرب الإشاعة 
في محطة هي الأقسى والأمرّ على شعبنا منذ عقود، عنوانها زهق الروح الفلسطينيّة وإبادة كل شيء،  
ينتهج الاحتلال الإسرائيلي أساليب عديدة في حربه على الفلسطينيين ترمو إلى تصفية قضيتهم وتغييبهم عن المشهد الدولي والسياسي ومن ضمنها حرب الإشاعة والتقويض

إن ما يجعل الاحتلال يلجأ لمثل هذا النوع من الحروب في الضفة الغربية هو القرار الحكيم على المستوى الرسمي الفلسطيني والذي يندرج تحت قاعدة المرحلية والمنطق، والمتمثل بعدم إعطاء الذريعة التي تشكل ضوءاً أخضراً للإسرائيليين بشن هجوماً شاملاً على الضفة الغربية وإعادة احتلالها، فكيف لنا أن نقيم دولة فلسطين إن جازفنا بالوجود الفلسطيني؟
الإحتلال يبحث عن ذريعة لهزمنا وتدمير آفاقنا ونحن نبحث عن بصيص أمل لإقامة دولتنا واستقلالنا ونقف في طريق أي تقويض لرسالتنا الوطنية وحلمنا المقدس، ونحول سداً منيعاً دون كل المؤامرات الرامية إلى تصفية قضيتنا المباركة

إن ما يشاع اليوم بشأن تفكيك السلطة الوطنية الفلسطينية بالتزامن مع تغريدات نتنياهو بما يسمى ب"إمارة الخليل" هي كتلة من السموم المبثوثة إلى الشارع الفلسطيني ماهيتها خلق حالة من الإرباك والتخبط في الساحة الداخلية للفلسطينيين  مما يصبح إلزاماً علينا إيضاح الحقائق التالية:

- إن السلطة الفلسطينية قرارٌ وطني لا يتلقى الإملاءات من أحد وليس بإمكان كائناً من كان أن يقرر وجودها او عدمه

- السلطة الفلسطينية إنجاز وطني وليد التضحيات وعهد الشهداء والأسرى وأملهم في تجسيد حلم الدولة الفلسطينية

- إبّان الانتفاضة الثانية، دفعت السلطة الفلسطينية ضريبة الوطن بالدماء والأرواح، دُمِّرت مقرات الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة، حوصر الزعيم الشهيد أبو عمار وكان رئيس السلطة أنذاك في مقره مقر السلطة المركزي، هل سقطت السلطة؟؟ هل تم حل السلطة؟؟ هل انتهت السلطة؟؟
ولن تسقط بالحصار المالي والإشاعة أيضاً 

إن محاولة فصل الشعب عن ممثله وإقامة امارات عديمة السياسة بامتيازات محددة، هي محاولة بائسة لن تنجح 
فرهاننا على وعي شعبنا وفهمه لهذه المخططات رهان كبير لا تهدمه الإغراءات والامتيازات 
فالفلسطيني صاحب حق وقضية عادلة، ولا يمكن أن يتخلى عن دوره السياسي في تضييق الخناق على الرواية الإسرائيلية المجرمة.

رسالتنا للقاصي والداني بأن شعبنا الأبي وسلطتنا الوطنية عصيين على الإنكسار ولن نسمح لأحد بالإطاحة بالمنظومة السياسية للفلسطينيين.

حمى الله شعبنا ورحم شهدائنا في غزة والضفة والقدس وكل مكان، وبشرنا بالنصر المظفر والقريب.
رغم الألم يبقى الأمل فلا غالب إلا الله
ابراهيم الخطيب.