سوريا الجديدة -ما العمل

سوريا الجديدة - ما العمل
نشرت وسائل الإعلام المختلفة تعهدا من النظام الجديد في سوريا، مقدما للولايات المتحدة الامريكية، تتعهد فيه سوريا الجديدة بعدم تشكيلها اي تهديد لجيرانها في المنطقة بما فيها إسرائيل، اي انها تعلن أنها لن تقوم بأي دور في المنطقة، على أمل أن يشكل ذلك دافعا للغرب ،خاصة الولايات المتحدة، لرفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عنها والبدا بالتعافي الاقتصادي واعادة الإعمار.
لكن من الواضح أن هذا التعهد يشبه المثل القائل "كالمستجير من الرمضاء بالنار" ذلك أن هذا التعهد لا يلبي الرغبات الغربية والأميركية التي تريد تطبيعا كاملا للعلاقات مع إسرائيل وفق منطق "الامن مقابل السلام" اي أمن لسوريا وسلام لإسرائيل وليس "السلام مقابل الارض"، اي أن الغرب مستعد لرفع العقوبات عن سوريا مقابل عودة إسرائيل إلى خطوط وقف إطلاق النار الموقعة منذ عام ١٩٧٣ وليس اتفاقا يعيد هضبة الجولان لسوريا مقابل السلام. وهذا الطلب لا يلبي الرغبات الوطنية السورية التي لا يمكن أن ترضى بسلاما أقل من السلام المصري أو الاردني الذي أعادت خلاله الدولتين كامل أراضيها المحتلة، هذا اذا كانت هناك رغبة بالأساس لدى النظام الجديد في سوريا بتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وفي حال رفضها المطالب الغربية، وهو ما اميل اليه، فإن على النظام الجديد في سوريا صياغة علاقة جديدة مع روسيا تمكنها من إعادة تسليحها من جديد للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ عام ٢٠٠٨ حتى اليوم والتي بلغ عدد الهجمات فيها ما يقارب من ٦ آلاف غارة التي كان آخرها تدمير المعدات العسكرية للجيش السوري السابق، وان لا يكون هناك اتفاقيات أمنية روسية إسرائيلية تسمح الأخيرة بقصف سوريا كما كان الوضع عليه خلال العهد السابق،
الأمر الاخر في المجال الأمني هو الاتفاق مع لبنان ومع الشعب الفلسطيني بكل أطيافهما لتشكيل جبهة مقاومة جديدة، بدلا من الاعتماد على وكلاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل الامارات وقطر وعمان وحتى المملكة العربية السعودية في التوسط لدى الولايات المتحدة الأميركية التي لن تقدم شيء ترفضه إسرائيل.
كما على النظام الجديد أن ينفتح بعلاقاته مع الدول المؤثرة في المنطقة مثل إيران ومصر وتركيا من أجل إيجاد توازنات جديدة في المنطقة تستطيع سوريا ومعها حلفاؤها، من خلالها وقف الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية عليها.
بالمختصر على سوريا ،اذا أرادت أن يكون لها دورا في المنطقة كما هو مءمولا منها من الشعب السوري ومن الشعبين البناني والفلسطيني، أن تكون هي من يشكل محورا جديدا للمقاومة للدفاع عن المصالح السورية والعربية، وليس مصالح قوى إقليمية أخرى. حينها ستلقى دعما من الكثير من الدول العربية والإسلامية من بينها الجمهورية الإسلامية في إيران.
عليان هندي