الانضباط العسكري طاعة واعية
محمد قاروط أبو رحمه

الانضباط العسكري طاعة واعية
محمد قاروط أبو رحمه
(الملخص: الانضباط العسكري طاعة واعية، وليس طاعة الية، او عمياء. وتدريبات المشاة العسكرية، تربي العقل على الطاعة الواعية)
أحد اهداف تدريبات المشاة العسكرية هو تربية عقل المتدرب على الوعي، لبناء الطاعة الواعية وذلك من خلال:
1- تنمية الانضباط الذاتي للمتدرب.
2- تنمية قدرته على اتخاذ القرارات تحت الضغط.
3- تعزيز الوعي لفهم الأهداف المشتركة، بدلا من مجرد الاستجابة للأوامر.
4- ترسيخ مفهوم المسؤولية الفردية، والمسؤولية الفردية في الجماعة.
5- تطوير المرونة النفسية.
6- وتطوير مهارات التعلم من الأخطاء.
من خلال تنمية المعارف والمهارات والقدرات في المحاور الستة السابقة، تتم عملية تربية العقل على الوعي والطاعة الواعية، وهو ما يحول الطاعة بشكل تراكمي من مجرد استجابة آلية إلى التزام واع تجاه الواجب.
تجبر تدريبات المشاة العسكرية واللياقة البدنية الأفراد على الالتزام بالتعليمات بدقة في ظروف قاسية، مما يطور قدرتهم على الانضباط الذاتي، وهو أساس الطاعة الواعية.
ويتعرض المتدربون لتحديات تدفعهم إلى أقصى حدودهم، مما يساعدهم على بناء المرونة النفسية والقدرة على التعامل مع الضغوط واتخاذ القرارات تحت وطأة الخوف أو الإرهاق. وهذا يطور القدرة على التحمل العقلي والجسدي.
وتضع التدريبات الأفراد في سياق يخدم هدفا أكبر، مما يعزز لديهم شعورا بالمسؤولية تجاه الفريق والمهمة. فالطاعة لا تصبح مجرد تنفيذ أمر، بل هي مساهمة واعية في تحقيق النصر المشترك. وهذا يساهم في فهم الهدف والمسؤولية الجماعية.
وتدريبات المشاة تعلم الفرد أن الفشل جزء من عملية التعلم. من خلال تحليل الأخطاء في بيئة خاضعة للإشراف والرقابة، وهذا يكسب الأفراد فهما أعمق لكيفية تصحيح مسارهم، مما يجعلهم أكثر وعي لتجنب أخطاء مستقبلية، والتعلم من الأخطاء، والعمل ضمن فريق والاعتماد على الزملاء في المواقف الصعبة، بالإضافة إلى النجاح في تجاوز التحديات، كلها عوامل تعزز ثقة الفرد بنفسه وقدرته على أداء مهامه بكفاءة ووعي، مما يعزز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
كما تهدف التدريبات إلى غرس قيم الولاء والانتماء للوطن والشعب وللمؤسسة، والاستعداد للتضحية. هذه القيم العميقة تحول الطاعة إلى التزام وطني يختاره الفرد بإرادة حرة وعن وعي كامل.
تعزز تدريبات المشاة العسكرية الطاعة الواعية من خلال غرس مفاهيم الانضباط الذاتي، تحمل المسؤولية، الاستجابة الفعالة للأوامر، والعمل الجماعي، وذلك عبر تعرض الأفراد لبيئات منظمة تتطلب الالتزام بالتعليمات وتنظيم الوقت والتركيز على الأهداف المشتركة، مما ينعكس إيجابًا على انضباطهم وطاعتهم في مختلف جوانب حياتهم.
كيف تُسهم تدريبات المشاة في بناء الطاعة الواعية؟
الانضباط الذاتي والالتزام: تتطلب تدريبات المشاة الالتزام الصارم بالتعليمات والروتين اليومي، مما يبني لدى الفرد قدرة قوية على ضبط سلوكه والالتزام بالأنظمة والتعليمات المعطاة.
تحمل المسؤولية: تعلّم هذه التدريبات الأفراد مسؤولية أفعالهم ومهامهم، مما يعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه واجباتهم، بما في ذلك الاستجابة للأوامر وتنفيذها بدقة.
الاستجابة للأوامر: يتعلم الافراد من خلال التدريب على الاستماع والانصات الفعّال للأوامر، والتنفيذ الدقيق لتوجيهات القادة، وهو جوهر الطاعة الواعية.
العمل الجماعي وروح الفريق:
تتطلب تدريبات المشاة تنسيق الجهود والتعاون بين الأفراد، مما يعزز من قدرتهم على العمل ضمن فريق متجانس والاستجابة بشكل متناغم لتعليمات قائد الفريق، وهذا يرتقي بالطاعة لتشمل العمل الجماعي والعمل بفريق.
التركيز والانتباه: تساهم التدريبات في تحسين القدرة على التركيز والاحتفاظ بالانتباه لفترات طويلة، وهي مهارات أساسية لتلقي التعليمات والاستجابة لها بكفاءة ووعي.
التعامل مع الصعوبات:
تضع التدريبات الأفراد في مواقف تتطلب الصبر والمثابرة وتحمل الصعوبات، مما يُعزز قدرتهم على الاستمرار في الطاعة حتى في ظل الظروف العصيبة.
وأخيرا: تدريبات المشاة العسكرية في هيئة التدريب العسكري وقطاع الامن، والمعسكرات والمخيمات الصيفية والشتوية للشبيه والاشبال والزهرات والكشافة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة تشكل فرصة ذهبية للأفراد لتربية العقل على الوعي.
والتوصية لهيئة التدريب العسكري والقائمين على المعسكرات والمخيمات الصيفية والكشافة على تحويل تربية العقل على الطاعة الواعية من التعليم العارض الى التعليم المقصود. وتضمينها كأحد اهداف العملية التعليمة في مناهج التعليم في قطاع التدريب في قوى الامن والاشبال والزهرات والكشافة والمجلس الأعلى للشباب والرياضة.