اسمع وحط بالخرج

اسمع وحط بالخرج
جهز الخرج
الفرق بين المثل والحكمة
المثل يحتج به للحاضر. الحكمة للتنبيه والإعلام والوعظ للمستقبل.
المثل فيه الحقيقة الناتجة عن تجربة. التجربة أم لجميع أنواع المعرفة.
أما الحكمة فهي تحديد شرط سلوكي وقيمة أخلاقية.
إن في المثل عمقا خاصا لا تدركه الحكمة.
الحكمة تفيد معنى واحدا ايجابي، بينما يفيد المثل معنيين: ظاهرا وباطنا. (المثل يعبر عن تجربة الماضي، والحكمة توجيه للمستقبل).
جاء في معجم المعاني عربي عربي أن الخُرْجُ : وِعاءٌ من شعَرٍ أو جلدٍ، ذو عِدْليْن، ويوضعُ على ظهرِ الدابَّةِ لوضع الأَمتِعة فيه، وجاء في ذات المعجم أن عَدَلَ الأَمْتِعَةَ : جَعَلَهَا أَعْدَالاً مُتَسَاوِيَةً لِتُحْمَلَ.
و...إسمع: تفيد تشديد السمع. والتشديد على الاستماع أن تصغي للمتحدث، أي استمع لكلامه ونبرة صوته ولغة جسده.
وحط أي احتفظ.
حط بالخرج
بذلك تجتمع معاني أركان هذه الحكمة، اسمع باهتمام وضع ما تسمعه في الخرج.
لماذا اسمع وحط بالخرج حكمة بليغة؟
أولا: لان السامع مطلوب منه أن يستمع بانتباه واهتمام. ويحفظ ما يسمعه.
ثانيا: يحرص على العدالة في الاستماع والتوازن في الحفظ.
ثالثا: أن يحتفظ بما يسمعه في مكان مناسب.
رابعا: أن يكون مكان الحفظ تحت اليد، أي سهل الوصول إليه.
خامسا: أن يكون ما تسمعه محفوظا ومعك دائما، فالخُرج في السفر والإقامة تحت يديك، أي قريب منك.
خلاصة ما سبق أن المستمع مهتم بما يقال له، ويحفظه في مكان امن ويحتفظ لنفسه بالحق في استخدام ما يناسبه منه في الوقت المناسب له.
كيف نستفيد من هذه الحكمة؟
أولا: التأني في الرد على المتحدث، وهذا التأني يعطينا الفرصة للتفكير، والتصرف الصحيح.
ثانيا: ويوفر لنا فرصة بعدم الرد على الأسئلة بشكل مباشر.
ثالثا: ويعلمنا أهمية استيعاب الحديث الذي يستفزنا، والرد عليه بعقلانية.
رابعا: ينمي قدرتنا على التفكير الناقد والإبداعي.
خامسا: يعلمنا الصبر.
سادسا: نشجع المتحدث على استمرار الحديث،
سابعا: ونشجعه على التحدث معنا مستقبلا.
ثامنا: يعلمنا أساليب جديدة بالتعبير
*أذا وصلت بالقراءة هنا، حط بالخرج.*
محمد قاروط ابو رحمه