الانتقال بالربط والوصل من التعليم الضمني الى التعليم المقصود في كتيب دروس من تجربة ملكة سبأ

محمد قاروط أبو رحمه

أغسطس 12, 2025 - 14:00
الانتقال بالربط والوصل من التعليم الضمني الى التعليم المقصود  في كتيب دروس من تجربة ملكة سبأ

 

الانتقال بالربط والوصل من التعليم الضمني الى التعليم المقصود

في كتيب دروس من تجربة ملكة سبأ

محمد قاروط أبو رحمه

(الملخص: يعتبر الربط والوصل بين محتويات أي معرفة من شروط المعرفة المطورة للتفكير والقابلة للنمو والتطبيق).

ما هو الربط والوصل بين محتويات المعرفة؟

هو إعطاء معنى للمحتوى التعليمي من خلال اظهار الربط بين العلاقات التبادلية في مجموع محتوى أي معرفة، ووصلها مع الواقع المعاش بهدف التطبيق.

مثلا على صعيد التعليم الرسمي: هو اظهار علاقة التربية الدينية باللغة العربية بالتكنولوجيا. التعليم الرسمي بما في ذلك الأكاديمي يجعل العلاقات التبادلية بين المحتويات التعليمية ضمن مسار التعليم العارض او الضمني.

إذا نقلنا جزء من التعليم العارض او الضمني الى تعليم مقصود، نكون قد نقلنا التعليم الى مستويات اعلى أهمها أثر التعليم على حياة ورفاهية الفرد والمجتمع.

في مسألة الصحة، صحة الفرد والمجتمع، إذا ربطت وزارة التربية والتعليم بين الرياضة والعلوم كهدف مقصود ووصلتها بصحة الفرد كهدف مقصود، فان هذا الربط يعطي معنى قابل للوصل مع صحة المجتمع من خلال كل طالب الى عائلته.

لقد بنيت تسلسل عناوين كتيب المفاوضات والحكم والقيادة دروس من تجربة ملكة سبأ، بطريقة تقدم نموذج للمعرفة المترابطة والتي يمكن وصلها مع الواقع المعاصر المعاش. على قاعدة ان هدف أي محتوى تعليمي يجب ان يكون تطبيقه.

رسالة الكتيب الكبرى تأكيد على: أن القيادة ليست سلطة، بل عقل، وأخلاق، ومعرفة.

وحتى يحقق الكتيب رسالته، قمنا بربط العناوين في الكتيب وفق منهج انساني، معرفي، قيادي، يبدأ بالمعرفة، ويمر بالتفكير، ويصل إلى القرار، ثم التحول، فالتوثيق. وهذا التسلسل يناسب الثقافة الانسانية، والعقل القيادي، والتربوي معًا.

وهو يربط القارئ بسيرة الملكة كتجربة من خلال خطوات عملية واقعية، ويتم هذا الربط من خلال تحويل النص القرآني إلى سيناريو قيادي قابل للفهم وموصولا في الحاضر وقابل التطبيق.

والعناوين مترابطة بهذا الشكل التسلسلي: المعلومة، التحليل، القيادة الجماعية، اتخاذ القرار، تنفيذ القرار عبر إرسال الرسالة، اللقاء والاختبار، الإقناع والتأثير، النقد الذاتي والتحول، التوثيق والإرث القيادي. وهذا سياق معرفي يبنى ذاكرة طويلة.

من اجل تحقيق الكتيب أهدافه تم بنائه في ثلاثة اقسام رئيسية، المقدمة والتمهيد واستخلاص الدروس القيادية. والربط البنيوي بين الأقسام، والاقسام والعناوين مرتبة زمنيًا بحسب تسلسل الأحداث، لكنها أيضًا تحمل من الداخل شبكة ترابط مفاهيمية تربط المعرفة بالقرار بالتنفيذ.

حيث تبدأ الأحداث عندما يأتي الهدهد بالمعلومة: أحطت بما لم تحط به. ينتج عنها دروس في الاستماع، جمع المعلومات، القيادة بالتواضع. ثم تنتقل الملكة إلى التفكير واتخاذ القرار الجماعي: ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون.

وتبدأ دروس: القيادة الجماعية، الاجتماعات، إدارة الحوار، تفويض الصلاحيات.

ثم نصل إلى مرحلة التطبيق العملي: إرسال الهدايا، ثم السفر لسليمان، ثم اتخاذ القرار النهائي بالإسلام. وهنا اظهرنا دروس مثل: المرونة، الحكمة، التنفيذ، المتابعة، النقد الذاتي.

والعناوين ليست معزولة، بل مترابطة معنويا ويُغذي بعضها بعضًا، وفق منطق قيادي سياسي متسلسل يبدأ من: دروس الهدهد الأولى التي تتعلق بالمعرفة، الجرأة، التبليغ، التواضع، والثبات العاطفي الوجداني.

ثم دروس ملكة سبأ في الحكم تدور حول القيادة الجماعية، العقلانية، التخطيط

ودروس التفاوض واللقاء ترتبط بالحكمة، الصبر، إدراك موازين القوى

ودروس اتخاذ القرار النهائي تدور حول المراجعة الذاتية، الجرأة على التغيير

ودروس سليمان مع الملكة تُلخص القيادة الأخلاقية، وفكر الإقناع لا الإكراه

والختام بالتوثيق والميراث ليخدم الهدف العام: نقل التجربة للأجيال القادمة

وأخيراً: لا يضرُنا ان تعلم القيادة من أي مصدر كان. لكن التعلم من تجربة الاخرين أسرع وأرخص وأسهل طريقة للتعلم من النظريات.

نتعلم القيادة من تجربة ملكة عربية، وثُقِت سيرتها في القران والتوراة والانجيل، وهي جزء من تراث عالمي.

نتعلم القيادة من خالد بن الوليد في معركة اليرموك، وفي العصر الحالي نتعلم القيادة من الشهيد ياسر عرفات وخليل الوزير وسعد صايل أبو الوليد وجورج حبش وامثالهم من قادة شعبنا. هؤلاء قدواتنا في القيادة نتعلم منهم أولا، ثم لا يضرنا ان نتعلم من غيرهم.

هكذا نربط الحاضر بالماضي من اجل عمل موصلا بالحاضر، وموصلا لمستقبل أفضل.

والله الموفق.

الكتيب: المفاوضات والحكم والقيادة: دروس من ملكة سبأ

تأليف: محمد قاروط أبو رحمه

اصدار: دار البيرق العربي للنشر والتوزيع، رام الله فلسطين، 2025