الرئيس الفلسطيني " المعرف و المجهول ".
حمزة خضر

الرئيس الفلسطيني " المعرف و المجهول ".
حمزة خضر
الاقليم العربي يرفع راية القضية .
في سباق المنافسة و الصراع على زعامة المنطقة العربية و الذي تنافست به ثلاث قوى دوليه ( اسر×ائيل / تركيا / ايران ) على زعامة المنطقة العربية خرجت الثلاث دول من السباق فيما التحق الفارس العربي في المنافسه متاخرا عن الجميع فسبق الجميع رافعا راية القضية الفلسطينية مجددا طرحه بالتمسك بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و اقامة دولته الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية الى ان اللاعب الفلسطيني يقف متأخرا عن اللحاق في الفريق العربي الذي يستشعر بقوة نقطة ضعف اللاعب الفلسطيني و الذي باتت ملامح ضعفه واضحه و واضحة جدا و تتمثل بضعف الخطاب الفلسطيني و عجز القائمون على ذلك من مجاراة الكل العربي في ذلك.
العربية في ضيافة الرئيس .
اجرت قناة العربية مقابلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس و تم بثها يوم امس حيث أجرت الاعلامية التونسية ريم بوقمرة الحوار مع السيد الرئيس و هنا يمكن ان نطرح سؤال حول المقابلات و الحوارات التي اجريت مع الرئيس محمود عباس منذ تولي الرئيس مهامه العام ٢٠٠٦ ؟.
- كم لقاء اجرى الرئيس منذ توليه ؟ .
- كم لقاء اجرى تلفزيون فلسطين مع الرئيس ؟ .
- كم لقاء اجرى الاعلام الحركي الفتحاوي مع الرئيس بصفته الرئيس و القائد العام ؟.
و منذ السابع من اكتوبر العام ٢٠٢٣ اجرى الرئيس لقاءين حواريين كان الاول مع الاعلامية المصرية لميس الحديدي و بث عبر قناة ONtv اي ان مصر من ارادت للرئيس ان يقدم ما لديه !! و الثاني ما تم بثه اول امس عبر قناة العربية مع الاعلامية ريم بوقمرة و هذا يعني ان السعودية تريد من الرئيس ان يقول ما لديه .
الاعلام الرسمي و الفتحاوي و الاخفاق .
اما اعلامنا الرسمي فقط أخفق في تقديم صورة الرئيس لشعبه و للعالم العربي و من المفترض ان مثل هذه اللقاءات تصدرها الماكينه الاعلامية الفلسطينية اولا .
لقد ادى غياب الخطاب الاعلامي الى تحويل صورة الرئيس الفلسطيني من صيغة " المعرف " الى صيغة " المجهول " حيث ان السواد الاعظم من الفلسطينين في الوطن و الشتات لا يعلمون شيئا عنه سوى انه من القيادة التاريخية و ان الغالبية العظمى من الجيل الجديد و الجيل الناشئ لا يعلمون شيئا عنه و اكثر من ذلك ان الفلسطينيون عندما شاهدوه يتحدث عن رؤيته و مشروعه شاهدوه عبر شاشات غير فلسطينية .
اذا أخفق الاعلام الرسمي في تقديم صورة الرئيس و تقديم رؤية الرئيس و تقديم خطاب مدافع عنه و مضاد للخطاب الذي تبلور في مواجهة مشروع الرئيس و من المفترض ان رؤية الرئيس و خطابه يشكلان حجر الزاوية في الرسالة الفلسطينية .
حسين الشيخ يزور مقر العربية - الرياض .
زار نائب الرئيس الفلسطيني الاخ حسين الشيخ مقر قناة العربية خلال زيارة رسمية للعاصمة السعودية الرياض و قبل ذلك اجرت العربية مقابلة معه في رام الله حيث حاورته الاعلامية ريم بوقمرة و التي تتواجد في رام الله في تغطية استثنائية للقناة و تعكف على محاورة شخصيات وطنية سواء من السلطة او فتح او من باقي المكونات الوطنية الفلسطينية .
ما يتضح من ذلك ان المسار العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يستحث الحركة الوطنية الفلسطينية و يحاول استنطاقها لبلورة خطاب وطني فلسطيني يمثل هوية هذا المسار و تطلعاته و يشكل بذلك رأس الحربة في مواجهة الخطاب المضاد و الذي يتمثل بخطاب الجماعات الاسلامية ( جماعة الاخوان المسلمون ) و الذي توظف كل من تركيا و قطر كل طاقتها في سبيل توظيفه لخدمة مصالحها و في المقابل يسعى المحور العربي لتسخير امكانياته في سبيل خدمة الخطاب الوطني الذي يشكل هوية و مضمون الهدف الذي يتحشد خلفه المسار العربي .
يشكل الخطاب الوطني الفلسطيني المغيب " عمدا و قصدا " الحلقة المفقودة التي يبحث عنها المسار العربي لتقديم خطابه للجمهور العربي و الرأي العالمي الدولي الذي على مدار عقود الى عملية كي للوعي قادتها القوى المتنافسة الثلاث على زعامة المنطقة العربية !
لماذا الاعلام ؟
لماذا علينا ان نستثمر طاقاتنا في الاعلام ؟ لانه ببساطه علينا ايصال رسالتنا للجماهير !! و لماذا علينا ان نتواصل مع الجماهير ؟ لكي نكون حاضنة جماهيرية للفكرة او الرؤية و لكي تكون هذه الجماهير جزء من خارطة نضالنا من تحقيق رؤيتنا واقعا حقيقيا على الارض .
الاعلام سلاح المرحلة .
في مواجهة ماكينة العدوان الصهيونية و عدم القدرة العسكرية لمواجهة القوة العسكرية و ضعف كل الخيارات الاخرى امام اجرام الاحتلال يتبقى لدينا سلاح الاعلام ( الكلمة و الصورة ) لفضح ممارساته تجاه شعبنا و ابراز معاناة شعبنا و اذا اتفقنا اننا بحاجة الى فتح معركتنا مع المحتل في المحافل الدولية و اردنا تحريك شعوب العالم للضغط لصالح القضية الفلسطينية فهذا يعني اننا نذهب نحو تدويل النضال و عولمة القضية بخلق شراكة نضالية ما بين شعوب العالم و الحركة الوطنية هذا ما يستلزم منا رفع سقفنا الاعلامي و مستوى خطابنا لما يرتقي لمستوى الاعلام من مستوى ناقل الخبر الى المستوى المبادر الفاضح لجرائم الاحتلال .
اذا اين المشكلة ؟ .
تكمن المشكلة في الاعلام الوطني الفلسطيني لدى ثلاث مستويات فلسطينية.
المستوى الاول : الرئيس.
اذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدرك ان الورقة الرابحة في يدنا هي ورقة الشعب الاعزل و ان الاعلام هو السلاح الاقوى لمواجهة عدوان الاحتلال و مخططاته و يقبل بهذا المستوى الرديء من الخطاب الاعلامي فهذا يعني ان الرئيس هو اساس المشكلة و اذا كان يقبل بتغيب صورته الى هذا الحد فعليه ان يدرك انه لا جمهور لديه ... لانه لا اعلام لديه .
المستوى الثاني : الاعلام الرسمي و من يشرف عليه.
- غيب الاعلام الرسمي الاعلام الحركي و ذلك بسبب ازدواجية الدور لان المشرف على الاعلام الرسمي هو ذاته المشرف على الاعلام الحركي .
- غيب الخطاب الرسمي الرسالة و الرؤية للاعلام الوطني بحيث اصبح مجرد ناقل اخباري لا اكثر و اكثر من ذلك تتفوق عليه صفحات و مواقع اخبارية في نقل الاخبار و تحقيق السبق الصحفي عنه .
- ضعيف و غير مؤثر و لا ينافس لانه لا يملك رسالة و رؤية و لا خطاب و لا يمكن البناء على الحالة الاعلامية في خدمة اجندة نضالية تحتاج الى اعلام مبادر قادر على مجاراة الواقع و ايضا الالتحاق بالمسار العربي و يشكل رأس الحربة في خطابه .
المستوى الثالث : اللجنة المركزية + المجلس الثوري .
يقع على عاتق اللجنة المركزية للحركة و مجلسها الثوري تقييم الواقع الاعلامي على المستوى الرسمي و الحركي و تقديم الحلول التي من شأنها معالجة الخلل و تصليب الجبهة الاعلامية و هذا ما لا تفعله اللجنة المركزية و المجلس الثوري .
ما الحل ؟ الجهاز الاعلامي و المدينة الاعلامية .
- يكمن الحل في فصل الاعلام الرسمي عن الحركي و ذلك من خلال تشكيل جهاز اعلامي للحركة و بتوجيه مباشر من احد اعضاء اللجنة المركزية او المجلس الثوري ( موجها عاما للجهاز).
- تأسيس مدينة اعلامية و دعوة كبرى الوسائل الاعلامية و الصحفية العربية و الدولية من العربية الى الشرق الاوسط و غيرها في خطوة تؤسس لبناء جبهة اعلامية مناهضة للاحتلال و فاضحة لجرائمه ( هذا الاحتلال امامكم افضحوه و هذا هو الشعب الفلسطيني ...تعرفوا عليه ) اذا ما اردنا ان نذهب باتجاه تدويل القضية و عولمة النضال .
و لا اعتقد انه بامكان الاعلام الرسمي ان يرتقي بمستوى اداه الى هذا المستوى .