لحظة عز خالدة تكتب للتاريخ أن الهوية لا تغتال والحلم لا يموت

أبو شريف رباح

سبتمبر 23, 2025 - 09:43
لحظة عز خالدة تكتب للتاريخ أن الهوية لا تغتال والحلم لا يموت

لحظة عز خالدة تكتب للتاريخ أن الهوية لا تغتال والحلم لا يموت

أبو شريف رباح 
22\9\2025

في لحظة تاريخية تقشعر لها الأبدان وارتجفت مشاعر الفلسطينيين والعرب والأحرار في أصقاع الأرض وهم يتابعون مشهد السفير الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حسام زملط على وقع النشيد الوطني الفلسطيني والتصفيق من الحضور يرفع علم فلسطين خفاقاً فوق مبنى سفارة دولة فلسطين في العاصمة البريطانية لندن. 

لم يكن ذلك مجرد فعل بروتوكولي ولا خطوة اعتيادية في السلك الدبلوماسي بل كان لحظة انصهرت فيها دموع الألم والمعاناة بدموع الفرح والفخر واختلط فيها وجع الغربة بوهج نار الصواريخ التي تبيد أهلنا في غزة وتدمرها. 

فالعلم الذي ارتفع في سماء لندن ليس مجرد قطعة قماش ملونة بل هو رمز لحياة معظمها الم ومعاناة وهجرة ونزوح، هو دماء الشهداء وصمود الأسرى وآهات الجرحى وحكايات اللاجئين في كل أصقاع المعمورة، هو ذاكرة النكبة ومآسي الحروب، وهو عنوان الكبرياء الفلسطيني الذي لا يلين، فحين يرفرف هذا العلم فإنما تعلو معه أصوات الملايين الذين شردوا من بيوتهم قسرا، والذين ما زالوا يحملون مفاتيح العودة في جيوبهم وأحلامهم.

ان رفع العلم فوق مبنى السفارة في لندن يحمل في طياته رسائل عميقة أولها أن فلسطين موجودة وحاضرة مهما حاول المحتل أن يمحوها من الخرائط أو من الذاكرة..
وثانيها أن العالم الحر مدعو لأن يرى في هذا العلم صورة الحق الذي لا يمحى..
وثالثها أن الفلسطيني رغم جراحه وآلامه لا يزال صامدا ليعلن انتماءه للأمة وهويته لفلسطين بكل قوة واعتزاز.

إنها لحظة عز وفخر واعتزاز تتجاوز حدود لندن لتصل إلى غزة المحاصرة، والقدس الجريحة، والضفة الصامدة، ومخيمات الشتات من لبنان إلى سوريا والأردن وكل بقاع الأرض لتقول لكل طفل فلسطيني إن وطنك حي لا يموت وإن علمك سيرفرف عاليا حتى يعتلي أسوار القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة.

هذه الصورة ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال وستروى كما تروى الأساطير أنه في يوم من الأيام في قلب العاصمة البريطانية ارتفع علم فلسطين ليقول للعالم أجمع إننا هنا باقون ما بقي  الزيتون والزعتر وما بقيت قلوب الفلسطينيين تنبض بحب الوطن.

وإلى جالياتنا الفلسطينية والعربية في أوروبا نقول إن هذا المشهد التاريخي يحملكم جميعا مسؤولية كبرى مسؤولية الحفاظ على الهوية وإيصال صوت فلسطين إلى كل منابر العالم ومؤسساته وميادينه، فرفع العلم في لندن ليس نهاية الطريق بل بدايته وعليكم الاستمرار في النضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي والثقافي حتى تبقى قضيتنا حية في الوعي الغربي والعالمي، فأنتم امتداد للوطن في المنافي وانتم اليوم حراس الرواية الفلسطينية في وجه التزييف وبصوتكم الموحد وإصراركم الصلب سيظل علم فلسطين يرفرف في كل عواصم العالم حتى يعود ويرتفع فوق أسوار القدس وكنائسها ومساجدها، كما قال القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات "سيرفع شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنيسة القيامة، شاء من شاء وأبى من أبى… واللي مش عاجبو يشرب من البحر الميت.