أنظمة عربية عرجاء

      سعدات عمر 

أغسطس 13, 2025 - 19:00
أنظمة عربية عرجاء

أنظمة عربية عرجاء
      سعدات عمر 
ثورتنا الفلسطينية منذ انطلاقتها المعاصرة كانت في بدايتها فلسطينية التركيب والتركيز وفي مسيرتها الثورية الصاعدة أصبحت وحدوية التأثير وقومية التحريك وعند دراسة تاريخ الوحدة العربية القديم والحديث وأن أي وحدة عربية حقيقية تتحقق بشكل فعلي إلا في جو المعارك الملتهبة لأنها تستنهض الطاقات وتستنفر الإمكانات وتتجاوز كل أسباب الانقسامات وبهذا شكلت ثورتنا الفلسطينية المعاصرة دواماً دافعاً وحدوياً تناست الأنظمة العربية خلافاتها لٍتصلح ذات البين بينها بما سُمٍّيَ بالتضامن العربي رغم الشرخ العميق بين هذه الأنظمة وفي فترات دفاع ثورتنا الفلسطينية المعاصرة عن ذاتها وعن حريتها وعن حقها في النضال اصطدمت بكافة القوى والأوضاع الإجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المُتحجرة داخل كل نظام عربي حافظ عليها رغم شعار التضامن العربي لٍتشكل مستقبلاً عقبات موضوعية ودينية وطائفية في الوحدة الوطنية الفلسطينية والوحدة العربية والحق يُقال رغم كل الصعاب والمطاردات ان ثورتنا الفلسطينية المعاصرة هي تعبير أصيل أولاً عن القومية الفلسطينية وثانياً عن الحركة القومية العربية في نضالها وقد أسهمت من خلال سعيها الحثيث  لحشد أوسع الطاقات إلى بلورة عملية للمضمون الحقيقي للقومية العربية لكن للأسف في أول انعطافة للأنظمة العربية القومية التقدمية مال الجمل بما حمل إلى الصف الذي ينادي بتطويع ثورتنا الفلسطينية المعاصرة وركوبها والمناداة بالقضاء عليها فيما بعد وليسمح لنا التاريخ أن نقول بالفم المليان أن ثورتنا الفلسطينية المعاصرة نجحت في التعبير عن العلاقة الخاصة بين العروبة والإسلام من القدس إلى مرحلة زمنية متقدمة حتى صادرها ملك المغرب السابق ومن ثم تم رميها في أحضان إسرائيل التي أعلنت أن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل كان حرص الفصائل والمنظمات الفلسطينية التي انضوت تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بلجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني الفلسطيني حرص منظمة التحرير الفلسطينية على استقلالية قرارها السياسي بالدرجة الأولى وحرصها على حريتها في متابعة النضال تحت كل الظروف وفي مختلف الأوضاع ذلك أن التنازل عن استقلالية هذا القرار لقوى رسمية عربية ما تزال تحاول سرقة التمثيل الفلسطيني لتجعل النضال الوطني الفلسطيني بأسره تحت رحمة هذه القوى التي تجد نفسها مدفوعة من قٍبل أمريكا وإسرائيل لمصادرة هذا القرار وتجميد النضال الوطني الفلسطيني خصوصاً جانبه السياسي وإنهائه لصالح اسرائيل إن حرص منظمة التحرير الفلسطينية على استقلالية قرارها السياسي هو حرص على الحفاظ على موقع خاص لشعبنا الفلسطيني وحقوقه في كافة المُداولات السياسية الدائرة حول ما يسمى بأزمة الشرق الأوسط إن استقلالية القرار الفلسطيني بهذا المعنى هو إصرار على عدم تكرار التجارب السابقة التي تمت فيها مصادرة حق شعبنا الفلسطيني بالنضال بإسم الوحدة الوطنية الفلسطينية بإسم المصلحة القومية العليا التي تتلاعب بها أمريكا وإسرائيل كما نراها اليوم في كل المفاوضات بشأن غزة محاولين إبعاد الشرعية الفلسطينية عن ترؤس هذه المفاوضات.