قورتولموش: حان الوقت لتكون فلسطين بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا
أعرب رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، عن اعتقاده بأن الوقت قد حان لتكون فلسطين جزءاً من الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الدورة الخريفية الثالثة والعشرين للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي انعقدت بإسطنبول، أمس الاثنين.
وحذر قورتولموش من عواقب نسيان الإبادة الجماعية التي شهدها قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي، مبيناً أنه في حال نسيانها فإنها ستتكرر في مكان آخر. وتابع قائلا: "نواجه الآن تحدي تحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة. ورغم التوصل إلى الاتفاق نظرياً، إلا أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته يواصلان ارتكاب الإبادة الجماعية بدعم من جهات فاعلة نافذة في النظام الدولي (لم يسمها)".
ودعا النظام الدولي إلى التخلي عن تهاونه، مبيناً أنه من غير الممكن افتراض تحسّن الأمور من الآن فصاعداً لمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأردف: "على النظام الدولي أن يتخذ الإجراءات اللازمة ضد نتنياهو وعصابته، ويمارس كل الضغوط لضمان الالتزام بالاتفاق المبرم. وأهم هذه الإجراءات هو تحقيق حل الدولتين. ولتحقيق ذلك، يجب أن نرفع أصواتنا في جميع المنابر الدولية".
وأكد أن الصراع بين إسرائيل وفلسطين لن ينتهي إلا بإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967. وقال: "لذلك، يجب أن نواصل ملاحقة هذا القمع والإبادة الجماعية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني حتى النهاية، وعلينا أن نسعى جاهدين لضمان ألا تمر هذه الإبادة الجماعية دون عقاب".
ولفت إلى أن حكومة نتنياهو، مدفوعةً بعجز النظام الدولي وصمته ودعم بعض الأطراف، تواصل الإبادة الجماعية ليس فقط في منطقة غزة، بل في الضفة الغربية أيضاً. وأضاف أن السبيل لمنع ذلك هو الإنصات إلى أصوات مئات الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع وهتفوا: "أوقفوا الإبادة الجماعية".
وتعرض قطاع غزة لحرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف قتيل فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 وبالتزامن مع حرب الإبادة على غزة صعدت إسرائيل من إجراءاتها في القدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1074 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و700 إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 آخرين.
وظهرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال الحرب الباردة كمنتدى للتفاوض ودبلوماسية المؤتمرات بهدف الحد من التوتر ونقاط الخلاف من خلال إقامة حوار منتظم بين الكتلتين الشرقية والغربية.
وفي السبعينيات، بعد أن قبلت الكتلة الشرقية اقتراح الغرب ببدء المفاوضات بشأن "التخفيضات المتبادلة والمتوازنة للقوات"، وقعت 33 دولة أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على وثيقة هلسنكي النهائية نتيجة لمؤتمر الأمن والتعاون.
وتحول مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا إلى منظمة دولية في قمة بودابست عام 1994 وتمت تسميته بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وتعد تركيا أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وترى أن المنظمة تشكل منصة شاملة وتؤكد على أن الحاجة إلى المنظمة أصبحت أكثر أهمية في فترة تتزايد فيها التحديات الأمنية في المنطقة الأوروبية الأطلسية والأوروبية-الأسيوية.





