انا أفضل أن أكون مخطئاً على أن أكون عاجزاً

محمد قاروط أبو رحمه

نوفمبر 17, 2025 - 21:54
نوفمبر 17, 2025 - 21:56
انا أفضل أن أكون مخطئاً على أن أكون عاجزاً

انا أفضل أن أكون مخطئاً على أن أكون عاجزاً
محمد قاروط أبو رحمه


ماذا تفضل انت؟ 
(ونحن ندربهم نعطيهم من روحنا وتجربتنا، ونأخذ منهم روح الشباب، ونتعلم منهم)
(دروس من تجربة الدورة 51 تأسيسية هيئة التدريب العسكري)

هذا قول (انا أفضل أن أكون مخطئاً على أن أكون عاجزا)يدعو إلى الفعل والمبادرة بدلا من الجمود والكسل. 

وهذا القول يعني أن الفرد يجب ان يفضل العمل بأن يبدأ بأخذ المبادرة بأول خطوة، وان يشارك في شرف اي محاولة للعمل.
المجازفة التي تحتمل ارتكاب خطأ ما، أفضل من البقاء في وضع الخمول، او الخوف من ارتكاب الأخطاء. هذه دعوة لعدم الاستسلام للعجز أو الخوف من الفشل.

تنبهنا لهذا الامر اثناء تنفيذ التدريب في دورات مختلفة ولمتدربين من اعمار وثقافات ومستويات متعددة. كنا نطلب مثلا الإجابة على سؤال، او القيام بنشاط معين، او قراءة نص، او كتابة نص على اللوح. كنا نلاحظ عدم مشاركة البعض. 
 وعندما نطلب منهم مباشرة يعتليهم الخجل او الرهبة، لكن مع التكرار والتحفيز يكتشفوا ان لديهم إمكانيات. 

لا يمكن لإمكانيات الفرد ان تظهر بدون العمل، والمجازفة، والاستعداد لارتكاب الأخطاء وتحمل النقد والتعلم من التجربة. 

تعتبر التجربة اول معلم للفرد، اما النقد فهو أسهل وأسرع وأرخص طريقة للنمو والتطور. 
لان النقد يوجه مباشرة للثغرات المعرفية او السلوكية لإغلاقها. 

العجز يعني التوقف التام، والعجز ليس مجرد عدم النجاح، بل هو التوقف عن المحاولة أصلاً. هو الموت البطيء للروح والطموح.

وعندما تكون عاجزاً، فإنك لا تخطئ فحسب، بل تضيع الفرص والوقت الذي لا يمكن استعادته.

الخطأ هو فشل مؤقت يمكن التعلم منه، أما العجز فهو فشل دائم ومستمر.

والخطأ هو معلم كبير، ونحن نتعلم من أخطائنا. وكل خطأ هو تجربة تضيف إلى رصيدنا المعرفي والبصيرة.

والتجربة نقيض التكهن، لان الشخص الذي يخطئ هو الشخص الذي يخوض التجارب ويختبر الحياة، أما العاجز فيظل حبيس التكهنات والخوف من المجهول.

وارتكاب الأخطاء والتعافي منها يبني الصلابة النفسية والمرونة، بينما العجز يضعف الشخصية ويجعلها هشة. 

وهذا القول يعكس عقلية الشخص المبادر الذي يفضل أن يكون فاعلاً ومؤثراً، حتى لو أدى ذلك إلى نتيجة غير مثالية.

 والشخص الذي يخطئ يتحمل مسؤولية قراراته، أما العاجز فيتنصل من المسؤولية بحجة عدم الفعل.

هذا القول هو دعوة للحياة والحركة. 

الرسالة الأساسية هي: افعل شيئاً، تحرك، جرب، حتى لو أخطأت. المهم ألا تستسلم للشلل والجمود. 
اريحا فلسطين 
١٧/١١/٢٠٢٥