بعد قصة الكونغو ونيجيريا.. كيف يؤثر السحر على كرة القدم في أفريقيا؟
أعاد إريك شيلي، مدرب نيجيريا، الأضواء مجدداً إلى استخدام السحر في كرة القدم الإفريقية بعدما اتهم منتخب الكونغو الديمقراطية بالانخراط في طقوس "الفودو"، أحد أخطر أنواع السحر الأسود، خلال المباراة التي جمعت المنتخبين، يوم الأحد.
وقادت ركلات الترجيح منتخب الكونغو الديمقراطية للتأهل للملحق العالمي المؤهل لكأس العالم لكرة القدم 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعدما فاز 4 - 3 على حساب نيجيريا مساء الأحد.
وبعد المباراة، كشف مدرب نيجيريا أن المتواجدين في دكة بدلاء منتخب الكونغو الديمقراطية قاموا بالانخراط في طقوس "الفودو" خلال ركلات الترجيح، وقال البالغ من العمر 48 عاماً: كانوا يقومون بـ "الفودو" خلال ركلات الترجيح، لهذا السبب كنت مستاءً بعض الشيء، أحد المتواجدين في الدكة كان يلوح بيده كما لو كان يرش أو يهز شيئاً، لا أعرف ما إذا كان ماءً أو شيئاً من هذا القبيل.
و"الفودو" معتقد اجتماعي متأصل في غرب إفريقيا ويمارس في أجزاء من منطقة الكاريبي، ووفقاً لمعتقد سائد فإن أتباع "الفودو" يمكن أن يغرسوا دبابيس في دمى تمثل أعداءهم ويحرقونها على أمل أن تصيبهم اللعنة، وهو من أخطر أنواع السحر الأسود..
واشتهرت الرياضة الإفريقية باستخدام مجموعة من الممارسات المتعلقة بالسحر، خاصة في كرة القدم، سواء كان ما يسمى بالجوجو أو الفودو والسحر الأسود وصولاً إلى موتي وأتوموكبو، وهي جميعاً عبارات تنتشر بشكل واسع خلال بطولات القارة السمراء، لاسيما كأس إفريقيا، إذ يعتقد اللاعبون والمشجعون وحتى المدربون أن المنافسين يلجأون إلى قوى بديلة للتأثير على المباريات.
محاولات "كاف"
وسعى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" جاهداً إلى محاولات إيقاف استخدام سحر "الجوجو" في مباريات كرة القدم، وقال في بيان صدر عام 2008: لا نرغب في رؤية السحرة على أرض الملعب أكثر من رغبتنا في رؤية آكلي لحوم البشر في أماكن بيع الوجبات الخفيفة.
وأوضح "كاف" أن "الجوجو" يغذي التصورات النمطية الضارة بإفريقيا كقارة متوحشة ومتخلفة.
الإيمان بـ "الفودو"
بحسب وسائل الإعلام الأفريقية، فإن العديد من مناطق القارة السمراء، يمتد فيها الإيمان بـ "الفودو" والممارسات الروحية التقليدية إلى ما هو أبعد من الدين، ووجد طريقه تدريجياً إلى عالم الرياضة، إذ ينظر إليه غالباً كقوة قوية يمكنها التأثير على الأحداث، وجلب الحظ الجيد، أو صد سوء الحظ، وينسب اللاعبون والمدربون وحتى المشجعون الانتصارات أو الهزائم أحياناً إلى تدخلات روحية. ففي دول مثل نيجيريا وغانا والسنغال، غالباً ما يسعى الرياضيون للحصول على بركات المعالجين التقليديين أو الشامان قبل المنافسات.
سوابق عديدة
وفي عام 2000، دخل مسؤول نيجيري إلى الملعب في منتصف المباراة لإزالة السحر من مرمى السنغال خلال ربع نهائي كأس إفريقيا. كما تم ضبط أعضاء من الجهاز التدريبي الكاميروني وهم يضعون تعويذة على أرض الملعب قبل نصف نهائي كأس إفريقيا ضد مالي في 2002.
وشوهد مشجعون لغانا يحملون أوراقاً وسوائل لإخافة الشياطين قبل مباراتهم الافتتاحية في البطولة القارية ضد غينيا في 2008.
وفي قبل نهائي كأس إفريقيا 2015، تم رؤية أندريه آيو، نجم غانا، يرش مسحوقاً أبيضاً على الملعب قبل مواجهة كوت ديفوار.
70%
وقال بيتر أوديموينغي، الدولي النيجيري السابق، ذات مرة إن "الفودو" في كرة القدم هو غسيل دماغ، موضحاً: على الأقل 70 في المئة من اللاعبين يؤمنون به.
وبحسب صحيفة "ذا بنش" النيجيرية، يعتقد جوران ستيفانوفيتش، مدرب غانا السابق، أن السحر الأسود حقيقي وليس مجرد خيال. وعزا فشل فريقه في الفوز بكأس إفريقيا 2012 إلى لاعبيه الذين حاولوا التفوق على بعضهم البعض باستخدام السحر.
واتهم زدرافكو لوغاروسيتش، مدرب زيمبابوي السابق، الكاميرون باستخدام "السحر" قبل المباراة الافتتاحية لبطولة إفريقيا 2020، ليضيف استخدام السحر في كرة القدم الإفريقية طبقة فريدة ومثيرة للجدل في بعض الأحيان إلى التقاليد الرياضية في جميع أنحاء العالم.





