ما نسميه صدفة!
عيسى دياب
ما نسميه صدفة!
عيسى دياب
الحياة الهبة من الله، النعمة على من خلقه في أخذ أنفاس من رحمته ولو شاء الله له أن يكون مسكينا قاسماً له رزقه كالطير التي تغدو خماصاً وتعود بطاناً والأهمية تكمن في القول أن العبرة في الخواتيم حيث يحمل الإنسان خيره وشره على ظهره مقابلاً العزيز الجبار بمشيئته المتفردة بذاته العلية فهناك النتيجة إما فلاح أو سقوط، مع ذلك فإن القوي المتين المتميز بالصفات المحمودة في السموات والأرض الرحمن الرحيم الذي يرحم ويرحم ويرحم، ولا يزال الله رحيماً بخلقه إلى أن تقود رحمته عبده إلى النعيم لأنه الحليم، لأنه اللطيف، لأنه الرؤوف، لأنه الحنان، ..
لكن؛ الحياة هي المعركة الصعبة التي يخوضها الإنسان من تفتح جهازه التنفسي إلى الشفاء من الحمى والوقوف والوقوع إلى الم بروز الأسنان وخيبة التوقعات ثم التعرض للامتحانات اليومية التي يقرر فيها الإنسان مسلكيته الدينية والاجتماعية والاقتصادية.
الحقيقة الحقة أننا كلنا سنخرج من هذه الدنيا بحظوظ متساوية ولو كان هناك فاحش الثراء والفقير المدقع والمعني هو بالسعادة، والحزن، والبشرى، والخيبة.
قد قال رجل في زمن لو أنه خلق وحيداً وامتلك هذه الأرض بثروتها جميعاً ناظراً إلى الحياة بأنانية وطمع دون معرفة أن الحياة هي لعب ولهو وتفاخر بينكم! مع من سيلهو ويرفه عن نفسه وعلى من ستفاخر!
ما أضيق الحياة ولو كانت كل الزينة متوفرة دون إنسان تحبه ويحبك تنصحه وينصح لك يفرح معك ويحزن عليك، ترتفع هذه العلاقة الإنسانية تجسيداً لرغبة الله في خلقه أن يكونوا متحابين وناصحين وصديقين.
ما أجمل أن تلتقي بشخصٍ تشعر فيه بكل العوض، تفرح في كلامته ويسعدك حضوره.
الأخ الحبيب اللواء محمد ابو رحمة





