رئاسة البلديات ٠٠ليست "ملكية ومسؤولية عشائرية "!

بقلم: عمرو محمد العملة

نوفمبر 18, 2025 - 17:39
رئاسة البلديات ٠٠ليست "ملكية ومسؤولية عشائرية "!

رئاسة البلديات ٠٠ليست "ملكية ومسؤولية عشائرية "!
بقلم: عمرو محمد العملة
خبير و مستشار في شؤون الحكم المحلي. 
 بات من اللافت للنظر ؛ وأنت تتصفح مواقع التواصل الإجتماعي ؛  وجود مساجلات حادة بين من ينتقد أداء؛رئيس مجلس بلدي في هذه البلدة أو تلك؛ وبين بعض أقربائه الذين ينبرون؛ لصدً هذا الإنتقاد ؛ولإسكاته ؛وسرعان ما تتحول الأمور؛إلى إصطفافات؛وتجاذبات عشائرية؛ بل والتصاخب والتراشق بالألفاظ البذيئة والمسيئة ؛ولتغيب معها أصوات العقول الراجحة ؛ التي لا تستطيع أن تسمع الحق أو تقوله ؛ولترتفع في قبالتها أصوات الجهلة والغوغاء وأصحاب الحِمية والرؤوس المربعة الحامية؛ وكأننا أمام معركة"طبعة ثانية"من حرب ( داحس والغبراء)٠
فأي منطق هذا نعيش؟ وأية ضحالة فكرية تسيطر على أذهاننا ؟ وأي حضيض إجتماعي نهوي اليه؟٠
ونحن هنا لا نستطيع أن ننظر بلا مبالاة أو  باستخفاف واستهتار لمثل هذه الظاهرة ؛ التي تنذر باندلاع الفتنة في مجتمعنا الفلسطيني ؛ وتقويض أسس لحمته الإجتماعيةوسلمه الأهلي٠ 
لقد آن الأوان أن نعترف أن معظم بلدياتنا تعاني من مشاكل التسيير ؛ وأن نعالجها بحكمة وتدبر بدل ؛التنادي للتغطيةوالتستر عليها ؛ من منطلق ولاءات ضيقة مقيتة٠ 
وغني عن التوضيح أن البلديات ليست "حظائر عشائرية"مملوكة أو إرثاً لهذه العشيرة أو تلك ٠
إنها مرافق عامة؛ورعاة هذه المرافق هم وحدهم؛ من يتحملون مسؤولية أي فساد أو إنحراف أو فشل إداري ؛ والعجز عن تحقيق ما عليهم من التزامات تجاه مجتمعاتهم المحلية ٠
وأن لا دخل أو علاقة للعشيرة في إدارة المرفق والشأن العام ؛فإدارة هذا المرفق ؛يتحملها وحده من يتولى مسؤوليته ؛وحُقَ لأي مواطن في نطاق مجتمعه المحلي ؛أن يسأله عنها بما أنجز وبما قَصَر أو فَشِل في إنجازه٠
وعلينا أن نُقِر  أن من يَنْتَقِد ؛لا يتحدث بإسم عشيرته ؛ بل بإسم ؛ حق " الرقابة الشعبية"  و"المسائلة المجتمعية"وأن من يرد عليه ؛هو يرد بإسم "حرية التعبير"وأن يكون الرد بالمنطق والحجة والبرهان ؛ ودون خلط بين الشخص ونسبه وعشيرته؛ وخلط
 الحابل بالنابل٠٠ومتذكرين قول الله تعالى:"وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى"٠
الخلاصة التي نود الوصول إليها ؛
 لِنُعل مكانة البلدية ؛ كمؤسسة ؛ لها مكانتها وهيبتها،يحكم عملها قواعد وقوانين وأنظمة معينة؛ أبوابها مشرعة للمشاركة المجتمعية؛ في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والمراقبة والتقييم؛
 لكل خططها وبرامجها ومشاريعها التنموية؛وليست كأداة لإعادة إنتاج الولاءات والمصالح العشائرية الضيقة المقيتة ؛وإدامة التفاوت الإجتماعي والطبقي والجهوي ؛وتهديد الإستقرار والسلم الأهلي ٠٠ومتذكرين الحديث الشريف:" من بطء به عمله؛ لم يسرع به نسبه "٠
إن مسؤوليتناجمعاً؛تقتضي إنتاج مبادرات مسؤولة ومنتجة ومواصلة ومراكمة مشاريع النمو والنماء والبناء ؛ بدرجة تعود بالنفع والخير على مجتمعاتنا المحلية٠
وأن النقاشات مهما كانت الإختلافات أو التباينات 
تظل السبيل الأمثل لتعظيم الإيجابيات؛ وحماية المكتسبات والمنجزات ؛ والبحث عن المشتركات؛ وتحطيم السلبيات والتخلص من كل العيوب والنقائص مبررات الإحتراب والتخندق والقطيعة؛ ومن نظرية "شاة بفيفاء" لك أولأخيك أوللذئب ٠٠!!