القضية الفلسطينية ما بين لغة العنتريات ولغة المصالح...

القضية الفلسطينية ما بين لغة العنتريات ولغة المصالح...
مرت القضية الفلسطينية منذ ما يزيد عن مئة عام بمحطات كبيرة ومفصلية في احيان كثيرة وكانت تنجو بصمود الشعب الفلسطيني وارادة الله الذي قدر عليه الرباط إلى يوم الدين ، ولكن المهم أن نستفيد من التجارب سواء كانت ناجحه ما يدعونا لتعزيز عناصر النجاح فيها وتطويره أو فاشله وهذا ما يدعونا أيضاً للمعالجة واستخلاص النتائج والدروس المستفادة.
هذه التجارب وبغض النظر عن صفتها يدعونا لاجتراح مسار وطني يضمن استدامة القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الذي تبنته منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي نظرة عاجله وسريعة نجد أن لغة العنتريات غير المستنده لمعيار القوة المادية القادر على احداث الفارق المطلوب والمرغوب لم تقدم لنا واقعاً مرغوباً بل على العكس من ذلك فقد تراجعت قضيتنا في مستويات عدة على الأرض وفي السياسة والسياسة الدولية وحتى في تأثيرات نفسية واجتماعية ماينعكس بالسلب على قدرة الصمود والاستدامة .
من الواضح والملموس أن العالم وعلى مستوى الكوكب سابقاً واليوم و لاحقاً لا يحكمه إلا لغة المصالح وهذا ما لم نجيده كثيراً على مدار عُمر قضيتنا الوطنية بل دفعنا اثماناً احياناً لمواقف لم نكن مضطرين لها وانعكست علينا بالسلب والخروج عن قواعد الواقعية السياسية.
لا شك أن العالم تغير كثيراً بعد الثورة الفرنسية التي حدت من نفوذ الكنيسة ، وتغير أيضاً بعد نتائج الحرب العالمية الأولى والثانية من حيث القوة العسكرية والنفوذ الاقتصادي والسياسي المرتبط بها ، وكانت فلسطين وشعبها احد ضحايا هذا التغير
وإن تمايز عن كثير من الجغرافيا بسبب نشوء كيان جديد رغب به الغرب كاحد نتائج المرحلة الجديدة ويخدم مصالحه في الاقليم.
السؤال المهم كيف نوظف لغة المصالح في خدمة قضيتنا ؟
وكيف نوظف عمقنا الاسترتيجي العربي في خدمة قضيتنا من خلال المصالح أيضاً ؟
مما لا شك فيه فقد لاقت جولة الرئيس الأمريكي ترامب في الخليج العربي اهتماماً كبيراً وعلى مستوى الكوكب وما رافقها من اراء سواء ناقده أو مرحبه ، مؤيده أو رافضه ، محبطه أو مشجعه ، ولكل اسبابه المرتبطه بمصالحه ، ما يهمنا نحن كفلسطين هو أن نمتلك القدرة على الاستفادة من هذا الحدث ، وأن نشجع اشقائنا العرب على توظيف قدراتهم الاقتصادية في خدمة قضيتنا وعلى قاعدة المصالح العربية أيضاً وأن نترك لغة العنتريات التي لم تخدمنا أو تقدم لقضيتنا الكثير.
في الشهر القادم ستقود الشقيقه السعودية إلى جانب فرنسا مؤتمراً في الأمم المتحده حول القضية الفلسطينية وحل الدولتين واعتقد أن هذا الحدث يحظى باهتمام دولي كبير ، وكذلك البيئة المرتبطه بعدوان الإحتلال على شعبنا وما يتعرض له من ابادة جماعية وتجويع مناسبة لنا لتوظيفها مع اشقائنا العرب للتقدم خطوات مهمة في خلق معالجات وحلول لقضيتنا تقدمنا خطوات للامام نحو تحقيق الاستقلال والخلاص من الإحتلال.
من المهم أن نشجع السعودية واميرها الشاب على اعلاء لغة المصالح و اعتقد أن هذا مهم حتى في الجانب النفسي فكثيرون يرغبون بأن يقترن اسمه و يخلده التاريخ بأن كان له دور في تحرير فلسطين ، كما يرغب في المقابل أن يحظى ترامب في دورته الرئاسية الحالية بجائزة نوبل للسلام .
حسن أبو العيلة
20/5/2025