مسألة تجاوز حجمها إسمها

           سعدات عمر 

أغسطس 14, 2025 - 18:45
مسألة تجاوز حجمها إسمها

بالأمس تغنى نتنياهو بكثير من الألفاظ بدولة إسرائيل الكبرى التي تمتد من مصر مروراً بكل فلسطين والأردن حتى العراق والسعودية واليمن ونصف سوريا وجنوب لبنان حتى نهر الأولي. لم نسمع أي رد من أي زعيم عربي سوى من شيخ مشايخ قبيلة بني حسن في الأردن ناهيك عن التعريف بقبيلة بني حسن. 
ما أبعد الشعوب العربية عن الشعوب العربية والبلدان العربية  وما أبعد العواصم العربية عن العواصم العربية وما أبعد حكام العرب عن القضية وما أبعد ممن امتهن العقيدة واستوزر الخطابة عن القدس وما أبعد حماس عن قول الحقيقة وما أبعد شعب لبنان عن شعب لبنان الأبي وعن لبنان وما أبعد بيروت عن مدينة الخيام وما أبعد العالم العربي كله عن فلسطين من رفح حتى الناقورة ومن البحر إلى النهر وما أبعد العالم العربي كله عن جنوب لبنان الذي جسد القضايا القومية في مهمات نضالية كما فلسطين اليوم يلف نتنياهو عباءته من المحيط إلى الخليج تشد على عنقه من فوق لتدمير مصر وجيشها والقضاء على قضيتنا الفلسطينية ووأدها وذبح المقاومة اللبنانية والجزائر من هنا تبدو كل هذه القضايا بعيدة كل البعد عن العالم العربي والإسلامي وإن كانت بالفعل أقرب إليه وأكثر التصاقاً به مما يبدو في الأسماء إطلاق أسماء هذه القضايا لأنها تدور على أرض فلسطين وعلى أرض جنوب وعلى أرض مصر الكنانة ولأن شعوب فلسطين ولبنان ومصر سيكونون أول الضحايا العرب اليوم وحرارة آب اللهاب في أقل الحسابات الجذوة التي تُبقي نار القضية مُشتعلة والجنوب اللبناني صامداً ب.مصر قوية رائدة بجيشها على  طول الشريط الممتد عبر قارتين فقد كبرت مع جيش الكنانة الحقيقة حتى ملأت سمع العالم وبصره فأصبحت مصر أمراً واقعاً سلباً أو إيجاباً وبقدر ما تلتحم الحقائق المصرية الفلسطينية اللبنانية المُقاوٍمة وتصمد بقدر ما تتوهج الحقيقة العربية وتتألق وسط هذا الليل العربي البالغ الظلمة والظلم.