شفافية في زمن الجحيم: تدفق البيانات والمساءلة في مساعدات قطاع غزة

أغسطس 14, 2025 - 16:42
شفافية في زمن الجحيم: تدفق البيانات والمساءلة في مساعدات قطاع غزة

شفافية في زمن الجحيم: تدفق البيانات والمساءلة في مساعدات قطاع غزة

قطاع غزة – تلفزيون وراديو كل الناس – رهف جيتاوي

في ظل الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعاني منها قطاع غزة جراء الحروب المتكررة والحصار المستمر، أصبحت مسألة تدفق البيانات بين الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني محورًا حيويًا لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفئات المستهدفة بشكل عادل وشفاف.

 وفي هذا السياق, ناقش الأستاذ وائل بعلوشة مدير مكتب ائتلاف أمان في قطاع غزة، خلال لقاء خاص عبر بث راديو وتلفزيون "كل الناس" واقع تدفق البيانات والتحديات المتعلقة بالشفافية والمساءلة، مؤكداً على ضرورة تطوير آليات واضحة وعملية لتعزيز فعالية توزيع المساعدات في ظل ظروف الحرب والدمار.

واقع تدفق البيانات قبل وبعد الحرب

يشرح بعلوشة أن تدفق البيانات بين المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في قطاع غزة كان في السابق جيدًا ومستقرًا نسبيًا، مع وجود نشر دوري للمعلومات عبر منصات متعددة، وتقارير واضحة تسمح للمجتمع المدني والمواطنين بفهم طبيعة الخدمات ومستحقاتهم كما كانت هناك آليات استقبال شكاوى واستفسارات تضمن مساءلة الجهات المعنية.

غير أن الحرب الأخيرة، التي وصفها بـ "الإبادة الجماعية"، قلبت هذا الواقع رأسًا على عقب, فالوضع الحالي في غزة يفوق كل التوقعات بخصوص حجم الكوارث والدمار، مما أدى إلى ارتباك كبير عند المؤسسات الدولية والمحلية على حد سواء، وأثر سلبًا على وضوح وفعالية تدفق البيانات.

استهداف المؤسسات العاملة وتهجيرها المتكرر خلق حالة من الفوضى، حيث أصبحت الأولوية تقديم المساعدات بشكل عاجل دون التركيز الكافي على التفاصيل التي تضمن الشفافية.

التحديات في الشفافية والمسألة

أشار بعلوشة إلى غياب وضوح البيانات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، حيث تشعر منظمات المجتمع المدني بأنها مستبعدة من دوائر صنع القرار والتخطيط، رغم أنها تمثل صوت المواطنين وتعرف احتياجاتهم بشكل مباشر ويؤدي ذلك إلى فجوة بين الاحتياجات الحقيقية للمواطنين والخدمات المقدمة.

كما أن دخول فاعلين جدد في قطاع المساعدات بأدوات وأساليب مختلفة يضيف تعقيدًا إلى موضوع تدفق البيانات، مما يتطلب توحيد المعايير والآليات.

أهمية المساءلة والشفافية في أوقات الطوارئ

أكد الأستاذ وائل أن المساءلة ليست رفاهية بل ضرورة ملحة في ظل الأزمات، حيث تزداد الحاجة لوضوح المعلومات ومنصات استقبال الشكاوى لتكون عمليات توزيع المساعدات عادلة وفعالة, المساءلة تضمن أن تصل المساعدات إلى الفئات الأكثر حاجة، خاصة في ظل تعدد أنواع المساعدات وأشكالها المختلفة.

تجربة التواصل مع منظمة الصحة العالمية

ذكر الأستاذ وائل أن ائتلاف أمان تقدم برسالة استفسار منذ أكثر من شهر لمنظمة الصحة العالمية بخصوص معايير تقديم العلاج خارج غزة وآلية التنسيق مع الجهات المعنية، إلا أنهم لم يتلقوا ردًا حتى الآن، مما يعكس ضعفًا في آليات المساءلة والتواصل مع الجهات الدولية.

توصيات أمان لتعزيز المساءلة

تأسيس نظام موحد لتبادل البيانات بين الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.

تطوير آليات فعالة وواضحة لتقديم الشكاوى والرد عليها.

إشراك مؤسسات المجتمع المدني في عملية التخطيط والتقييم لضمان فاعلية المساعدات.

تعزيز شفافية المعلومات المنشورة لتقليل الارتباك لدى المواطنين.

ضمان وصول المعلومات لكل فئات المجتمع وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا.

تظل قضية تدفق البيانات والمساءلة في المساعدات الإنسانية من القضايا المركزية التي تؤثر على حياة مئات الآلاف في قطاع غزة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع تجارب المؤسسات الفلسطينية، مثل ائتلاف أمان، تؤكد على أهمية الشفافية والتكامل بين الجهات الفاعلة لضمان وصول الدعم بشكل عادل وفعال.

 في مواجهة التحديات المتزايدة، يبقى المجتمع المدني الفلسطيني الحصن المنيع لفهم الواقع وتلبية الاحتياجات، ولابد من تعزيز أدواته وآليات عمله لضمان حقوق المواطنين.