غزة تكتب الدرس تحت القصف

أغسطس 14, 2025 - 16:09
غزة تكتب الدرس تحت القصف

غزة تكتب الدرس تحت القصف

قطاع غزة – تلفزيون وراديو كل الناس وشبكة معا الإذاعية وفضائية معا – رهف جيتاوي

وسط أهوال الحرب والدمار الذي يعصف بقطاع غزة، ومعاناة الطلاب الذين فقدوا أحبتهم وبيوتهم، تستمر رسالة العلم بنبض قوي لا يلين في لقاء خاص عبر برنامج "محطات" على راديو وتلفزيون "كل الناس" وشبكة "معا"، تحدث الأستاذ حسام الدلو مدير مركز "المستر" التعليمي، عن التحديات الجسيمة التي تواجه العملية التعليمية في القطاع، وعن الجهود المضنية التي يبذلها المركز للحفاظ على استمرارية التعليم وسط الظروف الكارثية، مسلطًا الضوء على قصص صمود وإصرار الطلاب والمعلمين رغم كل الصعاب.

التحديات الكبرى في ظل الحرب

يشير الأستاذ حسام إلى أن العملية التعليمية في غزة تعاني من تحديات متعددة تشمل حالات النزوح المتكررة، نقص الأدوات التعليمية الأساسية كالقرطاسية والكتب، وأسعار المواد التي أصبحت في متناول محدود للغاية. علاوة على ذلك، أثر فقدان الشغف والرغبة لدى الطلاب نتيجة الخسائر الشخصية التي يتعرضون لها يوميًا، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأحبة، ما ينعكس بشكل مباشر على استمرارهم في التعليم.

تأثير الحرب على الطلاب في المرحلة الثانوية

تحدث الأستاذ حسام عن فئة طلاب الثانوية الذين توقفوا عن التقدم لامتحاناتهم بسبب الظروف الراهنة، خصوصًا طلاب دفعات 2006 و2007 الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالاختبارات بعد سنوات من الانقطاع, وأوضح كيف أن تأجيل مواعيد الامتحانات المتكرر يزيد من إحباط الطلاب ويؤثر على نفسياتهم.

جهود مركز "المستر" التعليمي في التصدي للصعوبات

رغم الظروف القاهرة استهدف المركز فئة طلاب المرحلة الثانوية بالذات، وذلك بسبب ندرة الفرص التعليمية المتاحة لهم مقارنة بالمرحلة الابتدائية. يوضح الأستاذ حسام كيف يحاول المركز تكييف أوقات الدراسة لتتناسب مع حاجات الطلاب، مراعيًا ظروفهم من تزويد الغذاء والعمل وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تؤخر التحاقهم بالدوام.

الصعوبات المالية والتقنية

يبرز المركز معاناة الطلاب من ضعف السيولة المالية وعدم قدرتهم على تحمل رسوم رمزية أو تكاليف الاشتراك في خدمات التعليم عن بعد، بالإضافة إلى مشاكل انقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت، مما يعيق استمرارية العملية التعليمية.

رغم ذلك، يحاول المركز تخفيض الرسوم لتسهيل المشاركة، ويعتمد على تفهم المعلمين والدعم المعنوي للطلاب.

غياب الدعم الرسمي والمؤسساتي

يشير الأستاذ حسام إلى أن اعتماد المركز رسميًا من وزارة التربية والتعليم لم يصحبه دعم حقيقي بالمستلزمات أو التمويل من الجهات الرسمية أو المؤسسات المحلية والدولية، مما يضع عبئًا إضافيًا على الكادر الإداري والتعليمي للمركز في ظل الأزمة.

قصص نجاح رغم كل الصعاب

مع كل التحديات، أشار الأستاذ حسام إلى تفوق العديد من الطلاب وتخرجهم بمعدلات عالية، مع استلامهم شهادات تقدير تعكس إصرارهم على استكمال التعليم.

ويعتبر جلوس الطالب على مقاعد الدراسة في هذه الظروف إنجازًا بحد ذاته يستحق الإشادة والتشجيع.

استمرار رسالة التعليم في غزة

يشيد اللقاء بجهود المعلمين الذين واصلوا تقديم الدروس سواء في المنازل أو في الخيام أو المراكز المتاحة، مضيفًا أن هذه الجهود تساعد في الحفاظ على استمرارية التعليم رغم الحصار والدمار المستمر.

في ظل الحصار والحرب التي تستهدف كل تفاصيل الحياة في قطاع غزة، يبقى نور العلم شعلة مضيئة لا تنطفئ في قلوب الطلاب والمعلمين على حد سواء.

مركز "المستر" التعليمي، بقيادة الأستاذ حسام الدلو، يمثل نموذجًا حيًا للصمود والتحدي، يعكس الإرادة الفلسطينية في مواصلة البناء رغم الدمار.