كابوس المستوطنين
بهاء رحال
بهاء رحال
اعتداءات متواصلة وعنف متصاعد من قبل المستوطنين الأغراب الذين ينطلقون بهجمات متزايدة وفق خطط ومخططات استيطانية تحت حراسة جنود الاحتلال؛ فمن سرقة وقضم الأراضي من أصحابها وفلاحيها، إلى سرقة المحاصيل الزراعية في كل مواسم الحصاد، وحرق الممتلكات والمصانع والمركبات، وتخريب حياة الناس في شتى النواحي، وعبر الطرق الالتفافية والطرق الواصلة بين المدن والقرى، وبهجمات دائمة على المواطنين الذين لم يعودوا آمنين، على أنفسهم وعائلاتهم وبيوتهم وأرزاقهم ومركباتهم وممتلكاتهم. وكل هذا يحدث تحت حراسة دائمة من جنود الاحتلال الذين يوفرون الغطاء والحماية لهؤلاء المستوطنين، وعلى مرأى من العالم الذي يشاهد ويرى الصور التي تبثها الفضائيات، فلا يتحرك هذا العالم، ولا يجد المواطن الفلسطيني المغلوب على أمره من يدفع عنه هذا الظلم الواقع عليه، وهذه المواجهة اليومية مع هؤلاء الأغراب، ولا أحد يمنع شرّ ما يصنعون.
تتصاعد وتيرة هجمات المستوطنين وعربدتهم، والناس لا يجدون من يحميهم من تلك العربدة والبطش اليومي، وهم يتعرضون لموجات مسعورة لا حدود لها، وكل الشواهد والصور تدل على دونية أولئك القادمين من عالم سفلي قميء، وقلوبهم ممتلئة بالأحقاد والعنف الذي يمارسونه بحق الإنسان والحيوان، والشجر والحجر.
إن هذه الاعتداءات الوحشية والقوانين العسكرية الجائرة، التي أطلقت يد أولئك الأغراب الحاقدين لابتلاع الأرض الفلسطينية، ووضع يدهم عليها بقوة السلاح في أيديهم، وضمن خطط مجالس المستوطنات، وبموافقة حكومة اليمين المتطرفة التي تعمل على تهجير الفلسطينيين من الضفة، باتباع هذه السياسات الحاقدة، من خلال خنق حياة الناس بطرق عديدة، منها دعم وتوفير الغطاء لقطعان المستوطنين وحرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه، وحرمانه من الدفاع عن نفسه وحماية ممتلكاته، لا حدود لهذه الاعتداءات، ولا عقاب أو محاكمة تنتظر أولئك المجرمين الذين يدفعهم بن غفير وسموترِتش كي يزيدوا من عملياتهم الإرهابية بحق كل ما هو فلسطيني، والهدف هو كما يصرخون ليل نهار، طرد الفلسطينيين والاستيلاء على ممتلكاتهم والسيطرة على كل شبر يستطيعون الوصول إليه.





