مدرب إندونيسيا.. قهر النصر وأبكى الألمان

لم يكن يعتقد الكوري الجنوبي شين تاي يونغ أنه سيكون حزيناً رغم تحقيق الفوز على منتخب ألمانيا بطل العالم بهدفين جاءا بعد 90 دقيقة من اللعب، بل شعر بمرارة كون الفوز لم يكن كافياً للتأهل إلى دور الستة عشر، إذ ودع منافسات كأس العالم 2018 من دور المجموعات، بيد أن مدرب إندونيسيا الحالي يسعى لقيادة "جارودا" إلى "المونديال" بعد غياب دام 86 عاماً.
ورحل يونغ عن تدريب كوريا الجنوبية بعد انتهاء مونديال روسيا، إذ تولى تدريب إندونيسيا في 2020، ليبدأ رحلة وضع الكرة الإندونيسية على الخريطة مجدداً، بعدما غابت عن المشاركة في كأس العالم منذ ظهورها الوحيد في 1938 تحت اسم جزر الهند الشرقية الهولندية.
وحين تولى يونغ قيادة إندونيسيا كان المنتخب يحتل المرتبة 175 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكنه صعد إلى المرتبة 133 بحلول يوليو 2024، ليحصل المدرب على لقب "صانع التاريخ"، نظراً لتأثيره الكبير على تطوير كرة القدم في البلاد بعد التقدم 42 مركزًا في التصنيف.
لم يحصل يونغ على اللقب من فراغ، إذ صعدت إندونيسيا أيضاً إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم، كما قاد البلاد إلى دور الـ16 في كأس آسيا 2023 قبل الخروج على يد أستراليا، بالإضافة لقيادة منتخب تحت 23 عامًا، ومنتخب تحت 20 عامًا، إلى التأهل لكأس آسيا.
وقال المدرب الكوري الجنوبي في تصريحات لموقع "فيفا": أول شيء لاحظته في كرة القدم الإندونيسية هو الافتقار إلى القتال، وهو ما أردت تغييره. أي لاعب يبالغ في الانشغال بنجاحه الفردي يتم استبعاده من الفريق، ثم انتقلت إلى اختيار لاعبين أصغر سنًا.
وأضاف: أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي وراء وصولنا إلى هذا المستوى. التغيير الأكبر في الفريق هو أن لاعبينا الآن لا يستسلمون بسهولة، ربما في الماضي، عندما كنا نواجه فرقًا أقوى أو أعلى تصنيفًا، كنا نخسر المباراة ذهنيًا قبل أن تبدأ. لكن الآن، يقدم اللاعبون الإندونيسيون كل ما لديهم. إنهم يعملون بلا كلل حتى تنتهي المباراة حقًا.
بدأت إندونيسيا المرحلة الثانية من التصفيات بتعادل مع "الأخضر" 1-1 على ملعب الأخير، تبعه تعادل مع أستراليا، ليزداد التفاؤل بمشروع التجنيس الذي تبناه الاتحاد الإندونيسي، بعد ضم العديد من اللاعبين المولودين في هولندا والذين تعود أصولهم إلى إندونيسيا
ورغم احتلال إندويسيا المركز السادس والأخير في المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط، فإن المدرب أبدى تفاؤله بشأن فرص فريقه في التأهل لكأس العالم، مع تبقي خمس مباريات في المرحلة الحالية، إذ يتأهل الأول والثاني في المجموعات لكأس العالم مباشرة، بينما يشارك أصحاب المركزين الثالث والرابع في جولة أخرى من التصفيات.
وسبق ليونغ أن حقق لقب كأس آسيا لأبطال الدوري كلاعب في ديمسبر 1995 مع سيونغنام الكوري على حساب النصر السعودي بهدف ذهبي، وبعد 15 عاماً عاد وحقق اللقب كمدرب مع نفس الفريق على حساب ذوب أصفهان الإيراني بالفوز 3-1، بعدما أقصى الشباب السعودي من الدور نصف النهائي.