السرايا العثمانية في طولكرم: شاهد حي على تاريخ فلسطين.
تقرير مصعب دبيغ - في قلب مدينة طولكرم حيث يزدحم السوق بالباعة والزائرين، يقف المبنى العثماني الشامخ يروي حكايا تاريخية وسياسية امتدت عبر قرون.
وشُيّد مبنى السرايا العثمانية في أواخر القرن التاسع عشر، تحديداً عام 1893م، بإشراف مهندسين ومعماريين أتوا من تركيا حاملين مخططات معمارية متقنة، ليصبح مقراً إدارياً لقضاء بني صعب الذي يمثل الجزء الشمالي من فلسطين تحت حكم المتصرف العثماني آنذاك.
ضخامة المبنى وموقعه الاستراتيجي جعلاه مطمعاً للاستعمار، فلم تتردد بريطانيا في الاستيلاء عليه أثناء الانتداب، لتحويله إلى مقر إداري ومعتقل يضم الثائرين على الاحتلال.
في عام 1946م، تمكنت بلدية طولكرم من شراء المبنى بـ 5000 جنيه فلسطيني، واتخذته مقراً رسمياً لها، بعد عام 1967م ومع تداعيات الاحتلال وانهيار حلم الدولة، تحول إلى مدرسة للاجئين الذين شُردوا من بيوتهم.
ومع نشأة السلطة الفلسطينية، أصبح المبنى مقراً للأجهزة الأمنية ومنظمة التحرير، وفي عام 2009م حصلت المؤسسات الرسمية على تمويل إيطالي لترميمه، حيث خصص الطابق الأرضي كمعرض للأشغال اليدوية ومركز استعلامات سياحية، بينما تحول الطابق العلوي إلى مضافة عامة تعكس كرم الضيافة الفلسطينية احتضنت مؤخرا اهلنا في غزة الذين انقطعت بهم السبل جراء حرب الابادة خلال تواجدهم وعملهم في الداخل المحتل.
ظل المبنى العثماني شامخاً بشكله المعماري الضخم وساحته السماوية، شاهداً حياً على تاريخ مدينة طولكرم العريقة وحكاياتها الممتدة عبر الزمن.





