أمة تكتفي بالشجب وشعب فلسطين يباد والصمت شاهدا على الجرائم؟
أبو شريف رباح
أمة تكتفي بالشجب وشعب فلسطين يباد والصمت شاهدا على الجرائم؟
أبو شريف رباح
24\11\2025
في زمن تتسابق فيه بعض الدول العربية لنيل رضى الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب وتتغاضى عن الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني يصبح السؤال ملحا، ماذا ننتظر من أمة تكتفي بإصدار بيانات الإدانة دون اتخاذ أي خطوة فعلية لوقف نزيف الدم الفلسطيني؟ أمة تدين العدوان ولا تفعل شيئا لإيقافه، وتطالب بتدخل دولي بينما تقف عاجزة أو غير راغبة في حماية شعبنا الذي يباد أمام العالم أجمع.
وتتابع الأمة الانتهاكات اليومية للمستوطنين بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبحق المواطنين وارزاقهم، وتشاهد الحكومة الإسرائيلية
المتطرفة تزدري القوانين الدولية والإنسانية بلا أدنى اكتراث، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي بعد الاتفاق على خطة ترامب لوقف إطلاق النار يتأكد أن الاحتلال يضرب بالاتفاق عرض الحائط ويواصل جرائمه غير آبه بالمساعي الدولية لتثبيت وقف الحرب.
إن سياسات حكومة نتنياهو تظهر بوضوح أن هذا الكيان لا يضع أي وزن للعرب أو المسلمين في حساباته، فهو يواصل عدوانه على غزة ولبنان ويقتطع أراضي سورية ويعمق الاستيطان في الضفة الغربية، واضعا أسس واقع وقواعد جديدة بحيث يكون فيه الكيان السيد المطلق بلا منازع في الشرق الأوسط.
فيا أمة العرب إن التغول الإسرائيلي في دماء الأبرياء لم يعد يجدي معه الشجب ولا الاستنكار، ولم تعد تنفع المطالبات الروتينية للأمم المتحدة أو النداءات المتكررة للمجتمع الدولي فالاحتلال لا يردعه إلا موقف عربي وإسلامي موحد وقوي يمارس ضغطا سياسيا واقتصاديا على الإدارة الأمريكية ويفرض على إسرائيل الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الإبادة والتهجير والاستيطان.
إن اللحظة الراهنة لا تحتمل الانتظار فالشعب الفلسطيني يواجه أعتى آلة حرب في العصر الحديث بينما يقف العالم صامتا، لقد آن الأوان لموقف عربي حقيقي ينتقل من دائرة الكلام إلى الفعل بضغط موحد وتحرك دبلوماسي فاعل ودعم فعلي لصمود الفلسطينيين في أرضهم حتى ينتهي العدوان وينسحب الاحتلال من قطاع غزة، فلا سلام بلا الحقوق الفلسطينية ولا مستقبل للمنطقة بلا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم فحقوقنا لا تسقطها السنين ولا يلغيهـا صمت الأمة وتخاذل المجتمع الدولي.





