فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه

ديسمبر 31, 2023 - 15:48
فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه

فشلت إسرائيل في تحقيق الأهداف التي وضعتها حتى الآن، فلا أعادت الأسرى ولا استطاعت القضاء على المقاومة، ولا حققت نصرًا يعيد الهيبة لجيش تقهقر بعد عملية طوفان الأقصى، وكل ما استطاعت تحقيقه حتى يومنا أنها مارست الإبادة الجماعية، وأمعنت في ارتكاب المجازر، وأحدثت خرابًا وتدميرًا شاملًا للمنشآت السكنية والصحية والتعليمية، وبينما تواصل حربها على هذا النحو تزداد معاناة الناس في غزة، وتزداد ظروف حياتهم صعوبة وقسوة، وبالنظر إلى أهداف الحرب التي أعلنت عنها حكومة نتنياهو في بداية العدوان، فإنها لم تتحقق ولم تحقق منها شيئًا، وبعد أكثر من ٨٤ يومًا يمكن القول أنها غير قادرة على تحقيقها، وكل ما ترتكبه إسرائيل من مجازر هو تعبير عن حالة الفشل، وهو انتقام يفسر عنصرية الاحتلال ودمويته.

استطاعت إسرائيل من خلال عدوانها على غزة أن تضرب البنية التحية، والمنشآت الصحية والصناعية والجامعات والمدارس ودور العبادة وشبكات الصرف الصحي، كما استطاعت تهجير الناس من بيوتهم إلى مراكز الإيواء والخيام على نحو تنقله الصورة برسم المعاناة، وسط انعدام للمواد التموينية وللبيئة الصحية والعلاجية. فهل هذا ما تصبو إليه حكومة نتنياهو؟ وهل هذا الذي تسعى إليه في مساعيها لرتق صورة جيشها؟ وهل ما تقوم به من حرب إبادة جماعية، يجعل المستوطنين حول غلاف غزة، مطمئنين لعودتهم إلى مستوطناتهم التي فروا منها في السابع من أكتوبر.


العدوان على غزة جريمة حرب وما يمارسه الاحتلال من جرائم بحق البشر والشجر والحجر ومن مجازر جماعية لن يجعل غزة تستسلم، ولن يمنح حكومة الاحتلال فرصة تحقيق نصر ولو بصورة الوهم، ومع مرور الأيام تزداد عقدة الاحتلال وترتفع خسائره ولا مفر أمامه إلا الانسحاب، وإبرام صفقة تبادل ووقف العدوان، وما يقوم به من عمليات بهذا التوحش المفرط والدموية لن يعطيه صورة تحقيق النصر، ولن يستعيد هيبة جيشه فوق أشلاء الأطفال والنساء، بل سيغرق أكثر في الفشل وفي وحل الهزيمة.


وبينما تواصل إسرائيل حربها يتواصل الصمت الدولي والانحياز الأمريكي المتمثل بالدعم الكامل والمطلق منذ اليوم الأول، ومن دون توقف وهذا جعل الاحتلال يواصل ارتكاب مجازر القتل والإبادة متسلحًا بالحصانة الدولية الممنوحة له، الأمر الذي كشف اللثام عن زيف المواثيق الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان التي تتغنى بحقوق الإنسان، بينما تصمت في شأن الحرب على غزة، وما يحدث من جرائم إبادة.


إن حالة النفاق العالمي المنحاز ضد غزة، لصالح الاحتلال في جمهرة التدافع العلني المقصود، زاد من ألم الضحية، كما رفع وتيرة العنف الممارس ضدها، بجرائم غير معهودة وغير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء، وأعداد هائلة من الجرحى والمصابين يصعب حصرهم في ظل انهيار المنظومة الصحية، وأمام كل هذا يحاول الناس في قطاع غزة البقاء على قيد الحياة في اكتفاء الذات.