الانذار الاخير

يونيو 23, 2025 - 12:08
الانذار الاخير

الانذار الاخير

اليوم نحن لم نعد نشبه الشعب الفلسطيني الذي حمل على كاهله هموم واعباء القضية العادله وناضل لاجلها ودفع بكل حب ورضى من دمه وماله و لحم ابناءه اثماناً كبيرة ، لم تعد الشهامة والنخوة والعطاء والجود والقيم النبيله ضابط إيقاع حياتنا اليوميه ، لم يعد الايثار واغاثة الضعيف ونصرة المظلوم ، لم تعد اولوياتنا الكرامة والحرية والوطن الكريم ، نحن لسنا هم ولسنا نحن .

ازمات محطات المحروقات والشيكل والجالونات وقبلها مقتلة شعبنا في غزة كشفت عورتنا ، لم يعد يستر عورتنا اي تنميق وتلاعب بالمفردات واي محاولات تجميل ، جعلتنا نبدو كالقطيع في غابة نصارع من أجل فتات ونسينا او تناسينا أن ليس هذه مهمتنا ، ليس لأجل ذلك نحيا ، وليس لأجل ذلك وجدنا ، وليس هذا تكليفنا الديني والاخلاقي والقيمي ، و اسفاه علينا وعلى مستقبل اجيالنا المظلم .مشاهد شوارعنا التي كانت تتزين بالاعلام والرايات والمظاهرات والمسيرات المطالبة بالحرية والاستقلال وميادين العمل الطوعي والفزعه والعونه ، لم يعد ذلك الجمال يزينها بعد أن تحولت الى جالونات وشجارات وفوضى ، يسودها وجع الهزيمة والمذله. 

اليوم لا احد يتحدث عن قيادة و فصائل و حكومة ومسؤولين أو رأس مال وطني ، كل هؤلاء غابوا وغابت برامجهم فلا ادارة ولا رؤيا ولا موجه ولا فكر مؤثر ومؤطر ، رأس المال يفكر كيف يسمن حساباته وارصدته والسياسي المتحالف معه يمارس السياسة عن ترف وفي الصالونات المخملية ويفكر بالامتيازات والوكالات العالمية ، وما يحدث في شوارعنا نتيجة طبيعية لهم ، فلو كان السياسي والمسؤول ورأس المال الوطني يشكل حالة طليعية وقدوة لما شاهدنا مشاهد القطيع في شوارعنا.

يا اهل فلسطين افيقوا من غفلتكم ، عودوا إلى رشدكم ، حافظوا على نسيجكم الاجتماعي وارثكم النضالي ورابطوا واصمدوا على ارضكم ، تذكروا وصايا شهدائكم وعذابات اسراكم ، اعيدوا صياغة حياتكم بمشهد العز والفخار ولملموا شتاتكم وقودوا نفسكم ، ورتبوا اولوياتكم فكل من اتوا بالصدفة من سياسيين واقتصاديبن ورأس ماليين وبرجوازيين وتكنوقراط وكمبرادور سيتخلوا عنكم إذا جد الجد فحقائبهم محزومة ، استعدوا للقادم الصعب واعيدوا لشوارعكم مجدها وعزها وعلم فلسطين ، وتذكروا أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، وتقدموا وتقدموا وتقدموا إلى حلمكم إلى مبادئكم إلى فلسطين الوطن والشعب.

حسن أبو العيلة 

23/62025