عقلية اللاعب وعقلية الحَكَم في الحياة والعمل

فبراير 24, 2025 - 19:31
فبراير 24, 2025 - 19:33
عقلية اللاعب وعقلية الحَكَم في الحياة والعمل

محمد قاروط ابو رحمه

في الحياة والعمل، لا يصح تقسم الناس الى قسمين، جيد وسيء، او من ناحية العدل، عادل وظالم، او بخيل او كريم، الناس في الحياة والعمل بين الجانبين، لان بين الابيض والاسود درجات من الالوان، ينطبق ذلك على شخصياتنا، فنحن بين نفخة من روح الله وبين التراب.

هذا ينطبق على عنوان هذا المقال ايضا، عقلية اللاعب وعقلية الحكم، او فكر اللاعب وفكر الحكم.

بشكل عام يعرف اللاعب في الحياة والعمل، بانه الفرد (او الفرد ضمن الجماعة) الذي يبذل جهدا مستمرا لتحقيق الهدف، او انجاز المهمة، ويعرف الحكم (فرد واحد غالبا) بانه الفرد الذي يبحث عن الاخطاء، ليعاقب عليها.

ففي كرة القدم مثلا، يبذل اللاعب ضمن الفريق الجهد اللازم المستمر لتحقيق الهدف. والحَكَم يراقب اداء الفريقين باحثا عن الاخطاء ليعاقب عليها. اضافة الى افتتاح جولة اللعب وانهائها، وضمان سير المباراة وفق للقوانين المرعية.

في الحياة والعمل تجد عقلية وفكر بعض الافراد مثل الحَكَم، يركزون على اخطاء غيرهم، ويستنزفون وقتهم بذلك. 

والحياة والعمل تحتاجان الى اللاعب في زمن تكاثر الحُكام. تكاثر الحكام الذين يرون انفسهم قادرين على الحُكم على اللاعبين بدون ان تتعرق جباههم بالعمل.

المشكلة ليست فقط في عقلية وفكر الحَكًم، بل في مشكلة اخرى انهم اختاروا لانفسهم هذا الدور بدون اي يكلفهم احد، وانهم نصبوا انفسهم للحكم على غيرهم باعتبار ان لديهم ما يؤهلهم لذلك.

الحكم في المباريات، هو خبير مكلف، اما الحكم في الحياة والعمل، فهي عقلية فوقية، تفضل الكسل على العمل، واحيانا تعمل، لكن ضمن عقلية الحكم.

اللاعب في الحياة والعمل، لا يمكن ان يحقق اي هدف بدون وجود عقل حكم ضمن عقلية اللاعب. لكن الفرق هنا ان عقلية الحكم تعاقب، وعقل الحكم في عقلية اللاعب توجه وترشد وتطور. 

نحن نحتاج الى عقل الحكم في عقلية اللاعب للاسباب التالية:

ضبط تصرفتنا مع معايير الالتزام والانضاط للقوانين والانظمة المتبعة في العمل.    

ضبط تصرفاتنا مع معايير الالتزام والانضباط الذاتي لقيمنا التي نؤمن بها.

ضبط تصرفاتنا مع الالتزام والانضباط للقيم المجتمعية والاداب العامة.

ونحتاجه ايضا للحكم على تصرفات غيرنا ضمن فريقنا بهدف تصويبها وليس بهدف العقاب.

ونحتاج الى عقل الحكم للحكم على صحة من يحكم علينا، لناخذ منه ما يفيدنا.

الفرق الجوهري هنا، ان الحكم يبحث عن الاخطاء، فان كانت هذه وظيفته فهي وظيفته، اما ان ينصب نفسه حكم فسوف يعيش بلا انجاز، وستكون حياته صعبة.

اما اللاعب فهو في عمل دؤوب لتحقيق انجاز او هدف، وفي عقله حكم، للاسباب التي ذكرناها سابقا. 

اشكر الاخ الرائد ركن علاء كنعان، والاخ الرائد خليل جابر من قسم التعليم مركو التدريب المركزي اريحا، هيئة التدريب التعسكري، على جلسة الحوار التي تناولت عنوان هذا المقال. كان لهذه الجلسة اهمية لبورة محتوى هذا المقال.

عقلية اللاعب وعقلية الحكم في الحياة والعمل.