الحقيقة مُرة ووقعها صعب
سعدات عمر
في كل مرة كان يُتاح فيها لشعبنا الفلسطيني أن لا ينقطع عن العمل الوحدوي الذي يأخذ بتلابيبه جميعه وَعيَهُ، وعلاقاته اليومية كان يظهر أمامه عُمق الهُوَّة بين فكر حماس، وحصيلة الفعل السلطوي اليوم اغتصابها لقطاع غزة في 2007 الذي كان يُراد منه أن ينطلق بإسم ما يُسمى التحولات التاريخية. هذا المُصطلح المُصاحب لمشكلات الفعل، ومشكلات الفعل في الكلام الغير موزون وحتى يومنا هذا بعد ذبح شعبنا وهلاكه وتدمير غزة. تجري المحاولات لتدمير الضفة الغربية وتهجير سكانها يُعتبر هو بالذات في طريقه إلى تفجيرات تُصاحب الذكرى الستين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، في هذه اللحظات الحاسمة المراحل التاريخية الفاصلة عما يجري في جنوب لبنان من قٍبَل إسرائيل وعما جرى ويجري في سوريا من إحتلال وتدمير كافة منظومات الأسلحة دون استثناء التي تقوم بها إسرائيل وفيما يُشبهها كذلك من طريف مصطلح حماس اليومي في قطاع غزة يفرض فعلاً واحداً ومُكرراً نفسه دائماً بعد هذا الدمار الهائل والشامل على مستوى المنطقة من قٍبَل إسرائيل وبرعاية من أمريكا ومن السنهدرين الفارسي. ذلك أن المكتوب فلسطينياً بالدم، والتضحيات بمئات الآلاف من الشهداء، والضحايا، والجرحى، والأسرى، والمشردين يُرفض اليوم بإسم المصنوع!!! من حماس أو الدَّالٍ عليها أو المُنبئ عنها، ويجيء موقف الرفض هذا أشبه بالتخلص من مسؤولية ما حدث إلى نوع من البديل؟؟؟. فلماذا إذن تكون هناك أزمة دائماً حيثما ينقطع الواقع الفلسطيني عن تحقيق تنبؤات أو تمنيات فكرية؟. إن أي مُصطلح واقع في الفراغ يفتقد الدلالة، وبالتالي لا علاقة له بالتاريخ، وخصوصاً تاريخ فلسطين ونضال شعبها. يُمكننا اذن في الخطوة أن نُحدد معلماً أول عما تعنيه أزمة شعبنا الفلسطيني بفعل السياسة التي تتبعها حماس، والتي ما أنزل الله بها من سلطان الذي يُشير حتماً إلى انقطاع الصلة في هذا الفكر بين جانبه الأدبي الأخلاقي، وجانبه العملي الصادق وهي الحال التي يُعَبَّرُ عنها في الفلسفة التقليدية إنعدام الوعي بحالة اللاوعي.