العزم يأتي بالعزم!!!

سعدات عمر
من العزم إلى العزم ومن المسير إلى المسير حياتنا بآلامها بأفراحها بحنينها بأسرارها وخفاياها، وفي كل حفنة تراب بصيرة تقود فيالق من الجماهير إلى قراهم إلى بيوتهم إلى عشقهم الذي شربوه في صغرهم تدك معاقل واستحكامات العدو المحتل الحصينة المنيعة فيمتلكونها في وحدتهم على عرش من المجد يطوفون بين النجوم والكواكب أسماء البلدات الجنوبية مقرونة بأسماء من وقرى فلسطين، وهي تنظر إليهم رغم دمارها وعلى الوجوه سيماء الغبطة والفرح رغم رصاص الموت. لم تتوجع حبات التراب وحبات الرمال بغربتها ولم تغص بوحشتها لأنها تؤمن باليوم الموعود تمد يدها رغم الحرائق والدمار تنظر إلى كل مكان خال من كل شيء سوى وَحدَتها. جميلة أنتٍ وجبينك ينزف الدم الأحمر القاني، وتسكبين على مفرق شعرك ذوب قلبك وتملئين راحتيكٍ بشهد رضاب شفتيكٍ وحلاوة أُمومتٍكٍ أنعمت عليكٍ بالشهادة فعادت روحكٍ حباً نفساً أخرى. حياة منازل وأحياء بعيدة عن سبيل الظواهر والمظاهر يدعوها الناس بأسمائها في جنوب لبنان وفي فلسطين ومنها غزة هذا المنزل وذاك المنزل رغم الظلام! منتصباً على قمم الإنتصار من الكرامة إلى جنوب لبنان إلى جبل النار يُضيئون قلوبهم بعيون الليل وكأنه صوت ملائكي رخيم آتياً من مرآة السماء ناظراً وحدة فلسطين ووحدة لبنان. عاد الجميع بألف ألف أمير شهيد يخرجون اليوم من قبورهم ويطلبون الحفاظ على الأرض والعرض والماء خدمة واسعة طيبة الهواء فحطوا في كل المدن والبلدات أحاطوها بأسوار الشرف وغشوها بصفائح قلوبهم وأسموها يا عيتا يا غزة يا كل جنوب لبنان يا كل فلسطين منذ آلاف السنين متفحصين متوثبين التلال والجبال والأودية والرمال وعاديات فلسطين ومشارق الأرض ومغاربها فلسطين ولبنان حق سيد مطبوع على حب المحدود واللامحدود من حائط البراق في القدس إلى قلعة الشمس في بعلبك.