الانتماء لفترة الصهيونية
ليست صدفة هذا البطش القمعي من قبل الإدارات الأميركية والأوروبية لطلبة الجامعات من المتضامنين مع فلسطين، الذين يمارسون الاحتجاج ضد سياسات المستعمرة الاحتلالية.
الإدارات الاميركية والأوروبية، ينتمون لعصر النفوذ الصهيوني، للتحالف الاستعماري القائم بينهم منذ عشرات السنين، فالإدارات الاوروبية والأميركية هي التي صنعت المستعمرة، وفرضتها، ومنحتها القوة، وسلحتها ولا زالت، ليس لمعاداة الشعب الفلسطيني فقط، بل لأنهم من معسكر واحد، تحالف مشترك، ضد تطلعات الشعوب نحو الحرية والاستقلال، نحو التحرر من الرأسمالية السوداء المتسلطة المتوحشة.
معركة الشعب الفلسطيني، ليست منفردة وليست معزولة عن المعركة من أجل الديمقراطية، ومن أجل المساواة، ومن أجل الندية، ورفضاً للعنصرية والتمييز، وهذا ما يُفسر موقف الإدارات الأميركية والاوروبية ضد حركة الطلبة واحتجاجاتها ضد المستعمرة، ودعماً للشعب الفلسطيني.
ما يفعله شباب جامعات الولايات المتحدة وأوروبا، لا يفعله شباب جامعات الأنظمة غير الديمقراطية في أسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وهذا ليس صدفة، وليس تعسفاً، بل لأن أنظمة هذه البلدان العربية والإسلامية لا تستطيع أغلبها ممارسة الفعل العملي الملموس مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ولا تملك الشجاعة لأن تقف ضد المستعمرة كما يفعل شباب الجامعات الاميركية الاوروبية لأنها ستتصادم مع السياسات الاميركية.
ما يصنعه شباب جامعات الولايات المتحدة، انتفاضة، ثورة، تغيير ، تجديد، يبرز في القضية الواضحة الجلية، في الصراع بين المستعمرة من طرف والشعب الفلسطيني من طرف آخر، ولذلك تقف حكومات الولايات المتحدة واتباعها وأدواتها وحلفائها ضد نضال الشعب الفلسطيني، لان هذا النضال يصب في تقويض تحالفهم.
ليس صدفة أننا نجد أن روسيا والصين، وجنوب افريقيا والجزائر وبعض بلدان أميركا اللاتينية تقف مع فلسطين وضد المستعمرة، لأنهم ضد المعسكر الأميركي الأوروبي الإسرائيلي، فالصراع ليس محلياً، ونتائجه ليست مقتصرة على جغرافية فلسطين، بل تمتد اثارها الى العالم العربي، والإسلامي، والافريقي، وهذا ما يُفسر حجم التضامن بين الشباب في بلدان الرأسمالية، وهم يخرجون عن سياسات بلادهم المنغمسة حتى النخاع مع المستعمرة وحمايتها ودعمها، وهذا ما يُفسر حجم الدعم المالي الذي قدمته الولايات المتحدة لتغطية كلفة الحرب، في قرار مشترك من قبل الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، لصالح المستعمرة، وهي لا تغطي كلفة الحرب فقط، بل تمتد لتغطية الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين، وستبقى كذلك حتى تتغير موازين القوى ويسقط التحالف الامبريالي الرأسمالي الصهيوني الرجعي إلى غير رجعة ، وتنتصر قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة لكافة شعوب الأرض.