جو التصعيد في المنطقة قادم
وفي السياق نفسه، أكد اللواء في احتياط الاحتلال ورئيس "أمان" سابقاً، أهارون فركش، سابقاً، أنّ "إسرائيل لا تستطيع الاستمرار وتحقيق أهدافها في غزة من دون دعم الولايات المتحدة، عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً".
ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي " قلبه" ينفطر على رؤية مناظر واوضاع الفلسطينيين المدنيين المزرية في قطاع غزة، ندرك تماماً بانه شيخ الكذابين والمنافقين، فهو من تجاوز " الكونغرس" الأمريكي مرتين لتزويد " اسرائيل بالأسلحة،تحت ذريعة ما يسمى بمرحلة الطوارىء،حيث مرر صفقتين في السادس والتاسع عشر من شهر كانون أول/2023 ، بقيمة 248ونصف مليون دولار لتزويدها بذخائر لدبابات " الميركافا" وذخائر من عيار 155ملم للمدفعية وبنادق القنص "أم كي 107"،ولذلك حال بلينكن،كحال الصيد الذي يطلق النار على العصافير ويقتلها،وعيناه تدمع من دخان النار وهو يقوم بشويها،والمعنى أنه يذرف دموع التماسيح.
امريكا تسعى لتوسيع الحرب في المنطقة،واعلانها عن تزويدها ل" اسرائيل"،بصفقة أسلحة درماتيكية،كما وصفتها " اسرائيل"، سرب من طائرات "اف 35" ، 25 طائرة، سرب من طائرات "اف 16"،25 طائرة وسرب من طائرات الأباتشي "12" طائرة وغيرها من الأسلحة والذخائر الهجومية، وقيام " اسرائيل" بتمرين عسكري شامل في الشمال يحاكي حرب شاملة في الشمال، يؤكد على ان جو التصعيد في المنطقة قادم ...وخاصة على الجبهة الشمالية،فالجبهة الشمالية هي الأخطر في وحدة الساحات،فهي الجبهة الأقرب الى الأراضي الفلسطينية المحتلة،والتي تستطيع ان تلحق خسائر كبيرة في عمق دولة الإحتلال ،سواء كانت اهداف عسكرية او مدنية او بنية تحتية ومحطات غاز وكهرباء وغيرها ...ولذلك يبدو ان الأصيل في هذه الحرب ،يريد نقل المعركة إلى الشمال ،فالخطر الأكبر على دولة الإحتلال يتأتى من الجبهة الشمالية، التي تمتلك القدرات والإمكانيات العسكرية الهائلة ،ولذلك لا بد من الحاق خسائر كبيرة في قدرات حزب الله ،بحيث لا يتمكن من الإستمرار في تشكيل تهديد جدي على وجود دولة الإحتلال،وكذلك على سكان المستوطنات الشمالية، ومنطقة الشمال التي تشكل سلة الغذاء بالنسبة لإقتصاد دولة الإحتلال، ناهيك عن ان مزارع الأبقار والأغنام والدجاج ،تتواجد في تلك المنطقة،وقدرة حسب الله على شل حياة المستوطنين في تلك المنطقة،حيث أكثر من 100 الف مستوطن لا يستطيعون العودة الى مستوطناتهم وممارسة حياتهم، نتيجة الخوف من وجود قوات الحزب على الحدود الشمالية ...والقضية الأخطر من ذلك اذا ما طالت امد الحرب على قطاع غزة، وتوسع نطاق الحرب،فهؤلاء المستوطنين سيغادرون دولة الإحتلال الى غير رجعة،وهذا يشكل خطر ديمغرافي بالنسبة لتعداد السكان في فلسطين التاريخية، فالحرب المستمرة قد يدفع الى تنامي وتزايد الهجرة من هذه الدولة الى الخارج بأعداد كبيرة جداً ،بحيث تصبح الهجرة العكسية اعلى بكثير من القادمين الى دولة الإحتلال....وكذلك أمريكا تسعى الى اضعاف حزب الله في الداخل اللبناني، فمشاريعها ومخططاتها في المنطقة،والمتمثلة بإعادة تموضعها الجيواستراتيجي في المنطقة من غرب أسيا الى منطقة الشرق الأوسط،ومحاصرتها للحلف الروسي – الصيني – الإيراني وقطعها للطريق على مشروع الصين " الحزام والطريق" والعودة بهذا المشروع الى طريقه القديم،من الهند نحو دول الخليج ،السعودية والإمارات ومن هناك الى ميناء حيفا،الذي سيصبح الميناء الوحيد لنقل الغاز والنفط الى اوروبا الغربية،التي تعاني من أزمة طاقة، نتيجة العقوبات التي فرضتها عليها روسيا لمشاركتها امريكا في الحرب التي تشن عليها في أوكرانيا،حيث عملت أمريكا على تدمير ميناء بيروت و" اسرائيل" قصفت وتقصف ميناء اللاذقية السوري بإستمرار.
هذا المشروع والمخطط،يتطلب عدم وجود قوى غير حليفة لها في المنطقة،لها حضور عسكري قوي تمكن من اعتراض تلك المشاريع والمخططات، وخاصة بأن الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية،والتي صاحبة مشروع الحرب فيها ،هي امريكا،والتي تشارك في هذه الحرب،ولكنها لا تريد لها ان تنتقل الى الحرب الشاملة، لكي لا تخسر مصالحها الإستراتيجية في المنطقة ، ناهيك ان الحرب العدوانية على قطاع غزة،أثبتت عدا الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية،بان شعار وحدة الجبهات لم يبق في الإطار الشعاري والإعلامي،بل جرى ترجمته الى فعل على أرض الواقع،وهو لم يلحق الخسائر فقط ب" الإسرائيلي"،بل طال الوجود والقواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة من اليمن ومروراً بالعراق وانتهاءً في سوريا،حيث الإستهداف والقصف المستمر للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل المقاومة العراقية،جعل الإدارة الأمريكية والبنتاغون ووزارة الخارجية، تطرح وتبعث رسالة الى الحكومة العراقية، تعلن فيها عن استعدادها لإنهاء الوجود الأمريكي او ما يعرف بالتحالف الدولي في العراق، والإنسحاب الأمريكي من العراق، سيكون حاصل تحصيله سحب القوات الأمريكية من سوريا، التي تعمل على سرقة النفط والحبوب السورية .والتي يتقاسم عائداتها جنرالات الحرب الأمريكيان مع حلفائهم في تلك المناطق وتمويل البقاء والوجود الأمريكي في سوريا والعراق.
القدرات العسكرية الهائلة التي يمتلكها حزب الله واستخدامه صواريخ موجهة الكترونياً وتلفزيونيا ،واستخدامه لصواريخ منحنية في تدمير محطة رادار "اسرائيلية" مخفية ومحصنة في منطقة "جل العلام"،وكذلك قدرة طائراته الإنقضاضية المسيرة على تجاوز القبة الحديدية ،والوصول الى أهدافها ،ونجاحه في قصف قاعدة " ميرون" في قمة جبل الجرمق ،قاعدة التجسس والتحكم والإدارة والقيادة الجوية الوحيدة في تلك المنطقة مرتين، في ذروة الإستنفار الأمني العسكري "الإسرائيلي" ،وفي وضح النهار ،هو لا يشكل عامل قلق فقط لدولة الإحتلال،بل هو مقلق لأمريكا أكثر ،وخاصة اذا ما سحبت قواتها من العراق وسوريا، فهو يضرب المشاريع والمخططات الأمريكية في المنطقة في الصميم،ويشكل خطر جدي على مصالحها،ولذلك لا بد من توجيه ضربة عسكرية لحزب الله، ضربة تشترك فيها "اسرائيل" وامريكا ودول الغرب الإستعماري، بعد تبريد جبهة قطاع غزة وفلسطين،ولذلك من وجهة نظري المنطقة امام عملية تصعيد،والتسويات حتى اللحظة لم تنضج .