وحشية بلا حدود

بهاء رحال

أكتوبر 21, 2025 - 09:46
وحشية بلا حدود

بهاء رحال

الفيديو الذي ظهر فيه ثلاثة جنود يقومون بضرب طفلين لا تتجاوز أعمارهما الـ5 سنوات، قمة في البشاعة وعمى في الضمير وانحطاط غير مسبوق في التاريخ الإنساني.
 صحيح أنَّه بعد الجرائم الفظيعة خلال عامين في غزة، لم يعد مستغربًا مثل هذه الأفعال الوحشية، وهذه الممارسات الدمويَّة والعنصريَّة التي لا تتوقف، والتي يرتكبها الجيش الأبشع في التاريخ الإنساني، إلا أنَّه الإمعان في تكرار ذلك، ففي مخيم العين بنابلس لم يسمح الجنود بنقل الشاب الجريح بسيارة الإسعاف الفلسطينية، وعندما جاءت زوجته لتدفع عنه شر الجنود، قاموا بضربها وأخذوا الشاب سحلًا وقد استشهد أمام عين زوجته وعين الكاميرا. وفي فيديو آخر، يظهر مستوطن يقوم بالاعتداء على سيدة فلسطينية بالعصا، فيضربها على رأسها فتسقط أرضًا، ثم يهرب غير آبه بالعقاب. وتتوالى مثل هذه الاعتداءات الآثمة، وهذه العربدة التي يدعمها بن غفير، ويمدها بالعتاد والسلاح، قطعانٌ من المستوطنين وجنودٌ يمارسون كل أنواع الإرهاب، وكل أشكال الضرب والترويع، والمواطن الفلسطيني لا يعرف كيف يدفع عن نفسه شر أولئك الأوغاد.
استقواءٌ على طفولةٍ تحبو في أرضها، وعربدةٌ تقطع لعب الصغار وتغتال صوت البراءة، وتضرب الكبار والصغار والنساء والشيوخ، وتعيث خرابًا في الأراضي والممتلكات والمحاصيل الزراعية في كل المواسم، فلم يتركوا موسمًا للحصاد، ولم يسمحوا للفلاح بالوصول إلى أرضه، وهم يضيّقون الخناق على كل شيء، ويحاصرون المدن والقرى والمخيمات، ويتلذذون بإلحاق الأذى بكل ما هو فلسطيني. وهذه العنصرية المتزايدة، بغطاءٍ حكوميٍّ من حكومة الاحتلال المتطرفة، لا يوقفها إلا تدخلٌ من المجتمع الدولي، المطالبُ هذه الأيام أكثرَ مما مضى بالتدخل المباشر لحماية الناس العُزّل الذين يتعرضون لأبشع الممارسات، ولا يجدون من يرفع الظلم عنهم.
اعتداءاتُ المستوطنين في ازدياد، تحت حماية مباشرة من جيش الاحتلال، فماذا يفعل المواطن الفلسطيني أمام هؤلاء المدججين بالعتاد والسلاح؟ وماذا بوسعه أن يفعل وهم يسرقون محصوله، ويضربونه ويتعمدون إيقاع الأذى بالناس، غير آبهين بقانونٍ ولا نظام، محكومون لشريعة الغاب وللقانون العنصري الذي يحميهم ويمنحهم الغطاء لكل أفعالهم العدوانية.
وحشية بلا حدود، ولا شيء يحمي المواطن الفلسطيني من شرّ أولئك، وقد بات عرضة للاعتداء في كل وقتٍ وحين، في الشارع وفي بيته وفي حقله وتحت زيتونته، وبين قريةٍ وقرية ومدينةٍ وأخرى، يقف المستوطنون ليقطعوا الطريق ويعيثوا خرابًا في كل شيء.