المصير المجهول لمواطني غزة

المصير المجهول لمواطني غزة

أكتوبر 11, 2023 - 11:06
المصير المجهول لمواطني غزة
المصير المجهول لمواطني غزة

لليوم الرابع على التوالي يتواصل القصف الاسرائيلي للمنازل والابراج السكنية في قطاع غزة ردا على عملية حماس التي فاجأت الاسرائيليين انفسهم والعالم ..

وبنظرة سريعة الى طبيعة وحجم الدمار الهائل الذي خلفه القصف في مناطق عديدة وما يتسبب به من اضرار ومعانيات  عديدة فان حجم الضرر الرئيسي سيكون في المستقبل والمصير الغامض والمجهول لمواطني غزة الذين نزح منهم حوالي ٢٠٠ الف الى مراكز الاغاثة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وبعضهم توجه الى مصر لكن الغالبية العظمى بقيت في بيوتها منتظرة مصيرها ..

خلال الحرب تمنع عن قطاع غزة ومواطنيه خدمات الحياة الرئيسية وفي مقدمتها الماء  والغذاء والدواء والكهرباء فالظلام الدامس يحيط به من كل الجوانب وماء الشرب نفذ والغذاء غير متوفر والدواء لعلاج المصابين والمرضى آخذ بالتقلص نظرا لحاجة المستشفيات له وبعضها خرج عن الخدمة ..

اي مصير هذا الذي ينتظر فلسطينيي قطاع غزة الذين سيعانون الامرين وسيروون قصة هذا الدمار الرهيب لابنائهم واحفادهم في اشارة مهمة الى ان القطاع يحتاج لسنين  حتى ينهض من تحت الركام والى عشرات السنين ليبدأ مشاريع حياة جديدة اذا ما انتهت الحرب الحالية بمعاهدة او اتفاقية تنهي ذروة الهجمات الصاروخية .. 

على ارض الواقع  تبدو هذه المعادلة صعبة في ضوء التصريحات الاسرائيلية الاخيرة الصادرة عن المسؤولين السياسيين او الامنيين في الجيش والشرطة واخرها تصريحات وزير الجيش انه لن تكن هناك حماس في قطاع غزة بعد الان ..

هذا التصريح الذي يشير بوضوح الى نوايا اسرائيلية قوية لاقتحام بري من الممكن ان تكون نتائجه اكثر سوءا على المواطنين الغزيين لانه سيشتمل ان حصل على تدمير لالاف المنازل التي تسعى اسرائيل لمسحها عن الوجود حتى تضمن اكبر مساحة من المنطقة العازلة على الحدود ، اضافة الى ما تخلفه المعركة البرية من قتلى واصابات ودمار شامل وكبير وكل ذلك وحتى لم تتطور الامور الى حرب برية كفيل باعادة القطاع الى الوراء لسنوات طويلة ..

ثمن باهظ يدفعه المواطن الغزي الذي فقد في هذه الحرب تصريح عمله للداخل من اجل العمل لتامين قوت عائلته وفقد فرصته في الصيد وتمنع اسرائيل عنه كل الاساسيات فهو الضحية الكبرى في معادلة الصراع الفلسطينية والاسرائيلية ..

قد يتنفس القطاع قليلا  اذا ما نجحت الدول القوية والنافذة مثل قطر وتركيا ومصر بايصال مساعدات عاجلة رغم معارضة الاسرائيليين حاليا الا ان كل المؤشرات تدلل على امكانية دخول هذه المساعدات ومهما حصل في هذا الملف فان نتائج الحرب وخيمة جدا على المواطنين الذين كانوا يأملون قبل ايام فقط ان يتم رفع عدد العمال الى ٢٠ الفا وان يحصلوا على حقوق اخرى لكن النتائج السلبية للحرب واثارها ستفرض عليهم  الانتظار لسنوات وسنوات حتى ينعموا برؤية شعاع امل الى النور