مقدمات الرد الإيراني.. هل تنجح عملية الوعد الصادق 3
حمزة البشتاوي
تعتبر مشاهد القصف وسقوط الصواريخ الإيرانية الدقيقة على المراكز الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في وسط مدينة تل أبيب إضافة لإسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لطائرتين من طراز F35 فائقتي التطور واللتين لا ترصدهما الرادارات، من الإشارات الواضحة لنهوض القدرات العسكرية الإيرانية القوية والمحصنة والقادرة على قلب موازين القوى وهزيمة العدوان وكسر النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وتؤكد وقائع بدايات الرد الإيراني على العدوان المفاجئ الذي استهدف قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين واستشهاد وجرح عدد من المدنيين بأن الإسرائيليين قد ارتكبوا خطاً استراتيجياً كبيراً بهذا العدوان، حيث انطلقت بعده الصواريخ الإيرانية، بقوة أكبر بكثير مما حصل في عملية الوعد الصادق 1 وعملية الوعد الصادق 2، وأصابت عدداً من المراكز الحساسة ومن بينها وزارة الحرب الإسرائيلية ومركز الأبحاث النووية والقواعد العسكرية الجوية، رغم وجود القبة الحديدية الإسرائيلية وغيرها التي لم تمنع الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى أهدافها.
وإذا كان نتنياهو مدعوماً من إدارة ترامب يسعى إلى توسيع رقعة الحرب وجر المنطقة نحو مواجهة شاملة تهدد أمن شعوب المنطقة واستقرار العالم، فإن نجاح عملية الوعد الصادق 3 ستشكل رادعاً حاسماً بمواجهة العدوان على إيران وغزة واليمن ولبنان وانتصار لموقف إيران المبدئي الداعم والمتضامن مع غزة والشعب الفلسطيني واتساع لحالة التضامن من قبل أحرار العالم بمواجهة حرب الإبادة والعدوان على غزة والضفة والقدس ولمشاريع الهيمنة والسلطة الأمريكية على المنطقة.
