٣٧ عاماً و"القدس" الغراء منبري الأبهى

عطية الجبارين
الكتابة متعة لا يعرف قدرها إلا الذين يحبون هذه "الهواية والرغبة". وتكون المتعة أكبر عندما يجد من يهوى الكتابة من يفتح له مكانا لينشر ما يكتب وليطلّع عليه الناس، لكن هذه المتعة تكون أكبر وأكبر عندما يجد الكاتب وسيلة إعلام مشهورة وبارزة هي من تفتح له هذا المكان وتعطيه مساحة لذلك، فما بالك عندما يكون ذلك المنبر هو صحيفة "القدس" برمزيتها ومكانتها؟
لا شك أن الكتابة تكون في البدء هواية ثم تتطور وتتبلور ليصبح الكاتب يُعبّر في كتاباته عن وجهة نظره ورؤيته للأمور لتصل للناس ويعمل على إقناعهم بها. لقد كانت رحلتي مع صحيفة "القدس" الغراء منذ الصغر، إذ حباني الله عز وجل بحب القراءة وحب الكتابة، وبذلك بدأت أسعى كي ترى كتاباتي النور مبكرا، وتوجهت أطرق أبواب "عزيزتنا القدس" فأعطتني مشكورة تلك المساحة منذ سنين طويلة وصلت حد السبع والثلاثين. وقد شرفتّني "القدس" بأول نشر في ١٩٨٧-٦-٣٠ عندما أرسلت لها مساهمة ومشاركة في موضوع طرحته في صفحة العلم والمجتمع والتي كان يعدها السيد زهير المحتسب بعنوان "العلاقات بين الآباء .... والأبناء "، ولا أنكر كم كانت فرحتي بأول نشر !.
ومنذ ذلك التاريخ، أي منذ سبعة وثلاثين عاما و"القدس" الغالية تفتح لي صفحاتها لأعبر عن وجهة نظري وأفكاري. وقد كان البدء بمراسلتي إياها عن طريق صندوق البريد ثم تطور الأمر بإرسال ما أكتب عن طريق مكتبها في مدينة الخليل، لتنشأ صداقة ومحبة بيني وبين مراسليها في الخليل المرحوم عبد الرحمن شبانة "أبي بدر"، والحاج سعيد الجعبري "أبي العز " حتى وصلت للصديق الغالي رامي شبانة حفظه الله. ثم استمر الأمر حتى عاصرنا زمن السرعة الخيالية زمن البريد الإلكتروني .
خلال هذه السنين الطويلة ما زال النشر يجري بفضل الله، ويد أصحاب جريدة القدس، فلذلك كان واجبا عليّ أن أشكر كل الأخوة في جريدة القدس العزيزة الذين فتحوا لي قلوبهم وعقولهم باتاحة تلك المساحة لأنشر في منبرهم ، وكان حقا عليّ الترحم على المرحوم الصحفي القدير مؤسس وصاحب صحيفة القدس المرحوم محمود أبو الزلف "أبي مروان "، والترحم كذلك على المرحوم وليد أبو سرحان رحمهما الله جميعا .
إذا، سبعة وثلاثون عاما مرت بفضل الله عز وجل وهي سنين طويلة وأنا ما زلت أواظب على مراسلة القدس، وهي تقابلني بفتح أبوابها وصفحاتها وذراعيها فكان عليّ أن أزيد الشكر شكرا لكل فرد في القدس، والشكر الخاص والمحبة للجميع ... فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .