الأضحى والضحايا
حمادة فراعنة
بكل مشاعر الحزن، والإحساس بفقدان الأحبة والمقربين، والتضحيات الكبيرة العظيمة المتكررة لدى شعب فلسطين، وأهالي غزة الذين أنجبوا الثورة، وقياداتها من ياسر عرفات المبادر ورفاقه، إلى أحمد ياسين المكمل المتابع وصحبه، الذين أعادوا لشعب فلسطين هويته المفقودة، وتمثيلها المستقل، وروحها الإبداعية في مواجهة عدو متفوق، مدعوم استعمارياً وآيديولوجياً من بقايا الاستعمار المهزوم، ونفوذ الإمبريالية المتجدد.
نعيش لحظة عيد الأضحى، والجميع الفلسطيني يتعذب، يتوجع، يحمل صليبه على درب الآلام، كما سبق وفعلها في القدس، الشهيد الفلسطيني الأول السيد المسيح في مواجهة الاحتلال الأجنبي الروماني، ومؤامرات يهوذا الأسخريوطي، الخائن الذليل الخسيس الذي وشى به وعليه.
وكما قدمها صدام حسين في يوم التضحية على حبل المشنقة، وأصر قبل الرحيل أن "فلسطين عربية"، ولديه الثقة بأنها ستتحرر، وسينتزع الشعب العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، حرية وطنهم، وسيزول الظلم الأجنبي الإحلالي، وسيندحر كما فعلها به شعب الجزائر الشقيق، وشعب جنوب افريقيا الصديق.
يدفع شعب فلسطين العربي ثمن الحرية، والكرامة المستعادة، والحقوق المنهوبة، والممتلكات المصادرة، والثمن باهظ لدى أهالي قطاع غزة، المتفانين حتى الموت: بالأرواح، والدماء، والممتلكات، أمام عدو لا يرحم، لأن روايته، وبرنامجه، ومشروعه، واستعماره، بدا مهزوزاً ، أمام صمود الشعب وبسالة المقاومة، رغم تفوق العدو، وقدراته، وتسليحه الممول من الرأسمال الأميركي الأوروبي الذي يخوض الصراع من أجل مواصلة الهيمنة على العالم، والتفرد في إدارة المشهد السياسي الدولي، وقراره في مواجهة التطلعات الصينية الروسية التي تسعى نحو الشراكة والتوازن .
شعب فلسطين يخوض معركة حريته واستقلاله، وعودة أبنائه المشردين اللاجئين في المخيمات، ولن تكون ولن تتحقق، بدون التضحيات والمقاومة، وهو درس تعلمه من حصيلة خبراته وتجاربه في الانتفاضات المتقطعة المتتالية، وكذلك من حصيلة انتصارات الشعوب على مستعمريها.
العالم الإسلامي يحتفي بالأضحى، وشعب فلسطين يدفن شبابه وأطفاله ونساءه، لأن معركة غزة لم تنته بعد. الفلسطينيون صمدوا، ولكنهم لم ينتصروا بعد، والإسرائيليون أخفقوا ولكنهم لم يُهزموا بعد، فالمعركة ما زالت سجالا بين طرفي الصراع، بين الحق والباطل، بين الضعيف والقوي، بين الفقير والثري، بين صاحب الأرض والوطن والكرامة، في مواجهة الحرامي المستعمر الطماع الجشع المجرم القاتل بلا رحمة.
معركة غزة مستمرة، وتوقفها من دون اطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء قيادات المقاومة، تعني تسليم نتنياهو بالهزيمة بعد الفشل والإخفاق في تحقيق النتيجة المرسومة كما أرادها، ومقابل ذلك فإن وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، تعني انتصار المقاومة الفلسطينية، بعد معاناة الشعب وصموده في وجه العدو وضرباته الموجعة، بالقتل وحجم التدمير.
العالم الإسلامي يحتفي بالأضحى، والشعب الفلسطيني يحتفي بضحاياه ودمار ممتلكاته يومياً، يدفنهم ويبني خيامه حتى يواصل الطريق، طريق استعادة الحرية والكرامة والاستقلال، ولا مفر من غير هذا الخيار، أسوة بالشعوب التي حققت تطلعاتها في تقرير مصيرها ومستقبلها بحرية.
....................
شعب فلسطين يخوض معركة حريته واستقلاله، وعودة أبنائه المشردين اللاجئين في المخيمات، ولن تكون ولن تتحقق، بدون التضحيات والمقاومة، وهو درس تعلمه من حصيلة خبراته وتجاربه في الانتفاضات المتقطعة المتتالية، وكذلك من حصيلة انتصارات الشعوب على مستعمريها.