اليوم التالي للحرب

يونيو 2, 2024 - 09:11
اليوم التالي للحرب

عطية الجبارين

منذ اليوم الأول للعدوان الغاشم الذي تشنه دولة الاحتلال على قطاع غزة، ولا حديث لقادة دولة الاحتلال إلا عن اليوم التالي لهذه الحرب.
سيناريوهات عدة تم طرحها وتصورها من أطراف عدة بالنسبة لموضوع اليوم التالي لقطاع غزة (أي بعد إنتهاء الحرب لصالح دولة الاحتلال كما يتصورون)، وكل السيناريوهات المطروحة من أطراف عدة تصب في مصلحة المحتل وضد أهل غزة.

فما الذي يتصوره قادة دولة الاحتلال؟! .
الظاهر والصادر أن ما يريده ويسعى إليه قادة دولة الاحتلال، وهو ما يعملون على إقناع أمريكا به، هو إيجاد موالين لدولة الاحتلال الإسرائيلي من أهل غزة، يقومون بتسليمهم إدارة الشؤون المدنية للسكان دون اتحاد مع الضفة الغربية، أي بشكل منفرد ومستقل للقطاع، وتكون السيطرة الأمنية لدولة الاحتلال على غرار الوضع الذي يسود الضفة الغربية، وبذلك تحتفظ إسرائيل بالعمل العسكريّ والأمني الحر في جميع مناطق القطاع دون قيد زمني، مع إقامتها حزاماً أمنياً داخل قطاع غزة، على طول حدود القطاع مع فلسطين المحتلة عام 1948، وتقوم (إسرائيل) بنزع السلاح من قطاع غزة، وتجرّده من أي قدرة عسكرية، باستثناء ما هو مطلوب لحفظ الأمن العام. فأمريكا وإسرائيل تخططان لنزع سلاح المقاومة وجعل السيطرة الأمنية المطلقة لدولة الاحتلال، وإن كانت أمريكا ترى أنه يجب دمج الضفة وغزة ولو كان ذلك على مراحل، فيما ترى إسرائيل أن تبقى الضفة وغزة منفصلتان عن بعضهما.
هذا هو الذي تسعى دولة الاحتلال لتحقيقه، فهل ستنجح في رؤيتها وتسير الأمور كما تريد أم تنجح المقاومة في قلب المعادلة وافشال مخططات دولة الاحتلال ؟! ، هذا ما ستكشفه وتبوح به الأيام.
إن الذي جرأ دولة الاحتلال على طرح هذه الرؤية المُذلة والعمل على تحقيقها وتقرير حياة الناس وسبل وطرق عيشهم، هي حالة الدعم غير المسبوق لها من دول الغرب، وحالة التواطؤ من ذوي القربى وممن يدّعون القُربى وهم لغزة وأهلها خاذلون، أي الواقع أن الدافع لهكذا طرح هو حالة الانفراد والاستقواء الكلي على أهل غزة العُّزل، فالاحتلال يتخذ سياسة أن لا اعتبار ولا قيمة لنا، ولذلك يندفع ليقرر المستقبل لحياتنا بما يخدم مصالحه ولو على دمائنا واشلائنا. بذلك تبقى قضية خذلان غزة وفلسطين برمتها هي سيد الموقف عند حكام العالم الإسلامي ومنه العربي، فالاحتلال لن يوقفه عند حده ويُفشل مشاريعه ومخططاته إلا تحرك قوى الأمة الحية والفاعلة تحركاً حقيقاً تكون ثمرته تحريراً كاملاً لأرض فلسطين كلها.

-----------------
ما يريده ويسعى إليه قادة دولة الاحتلال، وهو ما يعملون على إقناع أمريكا به، هو إيجاد موالين لدولة الاحتلال الإسرائيلي من أهل غزة، يقومون بتسليمهم إدارة الشؤون المدنية للسكان دون اتحاد مع الضفة الغربية، أي بشكل منفرد ومستقل للقطاع، وتكون السيطرة الأمنية لدولة الاحتلال على غرار الوضع الذي يسود الضفة الغربية