حرية الاختيار الفلسطيني

مارس 2, 2024 - 10:19
حرية الاختيار الفلسطيني

على الرغم من أن رئيس حكومة دولة فلسطين المحتلة، محمد اشتيه، عضواً لدى اللجنة المركزية لحركة فتح أسوة بالرئيس محمود عباس، فقد قدم استقالته باتفاق مسبق، استجابة لعدة عوامل:

أولاً: لقطع الطريق على كل محاولات التدخل والتطاول على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي قدم الفلسطينيون تضحيات كبيرة للحفاظ على هويتهم الوطنية، واستقلال قرارهم بمعزل عن التدخلات والافتراءات المتعددة سواء من قبل الأعداء، أو الخصوم، أو بعض الأشقاء الذين يتبرعوا بالتدخل من خلف ظهر المؤسسة الرسمية والتمثيل الشرعي منظمة التحرير.

ثانياً: تعكس التفاهم الداخلي بين فصائل التحالف الوطني الذي يقود منظمة التحرير.

ثالثاً: استجابة لنصائح الأشقاء المراقبين الذين يحرصون على مواصلة البقاء والصمود الفلسطيني، وعلى مواصلة النضال ضد الاحتلال، على طريق انتزاع حقوق الفلسطينيين داخل وطنهم، بالعودة للاجئين والاستقلال والحرية للمقيمين، ومن أجل إحباط كافة المشاريع والمخططات والبرامج التي تستهدف تقويض التطلعات الفلسطينية.

حكومة فلسطين المقبلة لن تكون خارج الإرادة الفلسطينية، وستكون لا شك موضع نقاش وحوار في موسكو بين الأطراف الأربعة: 1- فتح، 2- حماس، 3- الفصائل الأخرى، 4- الشخصيات المستقلة، حتى تتم ولادتها على أرضية التفاهم والتلاقي وصولاً إلى الاتفاق.

لن تكون حكومة دولة فلسطين المحتلة بموقع الدلالة في سوق المزايدات والضغوط والافتراءات، ولن تكون ممن يستجيب لرغبات المستعمرة، وضغوط الولايات المتحدة، وموضوعها ومضمونها سيكون فلسطينياً وطنياً، بصرف النظر من يكون رئيسها سواء الشخصية المهنية الاقتصادية محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، أو سلام فياض الشخصية الدولية، المدرس في أرقى الجامعات الأميركية، والمجرب سابقاً في نجاح إدارته للحكومة في عهدي الرئيس الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس. وبالمناسبة أكد سلام فياض أن لا أحد شاوره بالامر أو اتصل به، وان تداول اسمه، مجرد إشاعات شجبها ولا يستصيغها، ويترفع بالرد عليها، خاصة حينما يُقال أنه مطلب أميركي أو إسرائيلي.

لماذا لا يُثار تغيير حكومة المستعمرة التي يقودها نتنياهو، وهي أسوأ حكومة، وأكثر تطرفاً من سوابقها، والطرف الوحيد الذي يحتج عليها ويُطالب بإقالتها وإجراء انتخابات جديدة هو الشارع الإسرائيلي، مما يدلل أنها لم تعد تتجاوب مع المستجدات السياسية بعد عملية 7 أكتوبر، التي دللت خلالها ومن بعدها على إخفاق نتنياهو وفشله في اختيار الأولويات، وما فعله من جرائم غير مسبوقة بحق الفلسطينيين، التي فتحت أمامه شبابيك من الاحتجاجات الأوروبية والأميركية.

النضال الفلسطيني التدريجي التراكمي سيتواصل بإنجازاته، لأن هناك شعب على أرض فلسطين ليسوا جالية، يدفع ثمن صموده وتطلعاته نحو الحرية والاستقلال، مهما طال الزمن، وعظمت التضحيات، وها هي تجربة قطاع غزة نموذجاً للحضور والتضحيات الفلسطينية.