الأمل والنهاية

عيسى دياب

ديسمبر 1, 2025 - 14:18
الأمل والنهاية

الأمل والنهاية

كان يا مكان في قديم الزمان شاب إسمه محمود نشأ في عائلة فقيرة ومنبوذة في المجتمع، هذا الشاب وبفعل معاناته اليومية قرر أن يغير من واقع شخصه وواقع عائلته "الطموح"

هاجر محمود وعانى من التشرد والقلة والجوع والوحدة إلى أن وجد سيدة عجوزة لا ذرية لها، هذه العجوز كانت تمتلك أوتيلاً صغيراً في منطقة نائية، عمل محمود لديها وسكن في بيتها وأعتنى بها إلى أن سلمته إدارة الأوتيل. "الفرصة"

أقرت حكومة الدولة مشروعاً تمنوياً في تلك المنطقة الذي أدى إلى أرتفاع نسبة الزوار إلى المنطقة من مهندسين وعمال وسياسين ومدنين فأشتهر الأوتيل وعمل محمود على تطويره إضافة إلى الإستفادة من مشاريع المنطقة فأصبح رجل أعمال ناجح مخلص يضع كل مداخيل العمل في حساب المرأة العجوزة التي أحبته كأبن لها وتركت له جميع ممتلكاتها فأصبح محمود ثرياً جداً. "المجهود"

في إحدى الليالي وهو يراقب نجاحه وتطور أوضاعه المالية تذكر حلمه بالعودة إلى مسقط رأسه وتأسيس عمل يضعه وعائلته بين أشراف المنطقة ليقوم بإنهاء جميع أعماله في الغربة محولا أمواله إلى بلده."نشوة النصر"

كانت عائلته بإستقباله مستبشرين حالمين حتى بدأ بتأسيس أوتيل ضخم في المنطقة بتكلفة باهظة لترى أعين محتقري عائلته على ما أصبحوا، قام محمود بتوظيف أفراد عائلته وإرضاء فلان وفلان في مشروعه دون الإلتفات إلى أهم مبادئ  وموجبات التوظيف "الإغترار".

بدأ العمل في مشروعه وكما جميع المشاريع الجديدة التي تستقطب الكثير من الزبائن للتعرف، إغتر محمود بادئ الإمر بنجاح مشروعه ولكن عدم أهلية الموظفين أخذ يضفي ثقله على المشروع إلى أن تدنت مداخيل المشروع بشكل كبيرة وفي ليلة من الليالي الحالكة تسبب أحد الموظفين بحريق هائل أتى على الأوتيل وما فيه ليجد محمود نفسه في اليوم التالي فقيراً منبوذاً غير محموداً. " الإهمال"

العبرة أن التضحيات الجسام التي يقوم بها الإنسان إن لم تترافق مع حسن إدارة وتدبير جميعها ستكون كغثاء السيل، يبدو أننا جميعاً نحتاج للعودة إلى طاولة الدراسة لتعلم الادارة في جوانبها الإدارية واللوجستية والمالية واليوم يجب إضافة الذكاء الإصطناعي الذي من الممكن أن يكون حلاً ناجعاً لأنه محايد بعض الشيء.

عيسى دياب