الدرس الأول: الاستمرار

أكتوبر 8, 2025 - 18:30
الدرس الأول: الاستمرار

الدرس الأول: الاستمرار

قطاع غزة- رهف جيتاوي- تلفزيون وراديو كل الناس

يوافق الخامس من أكتوبر يوم المعلم العالمي، لكن في قطاع غزة يحمل هذا اليوم معنى مختلفًا تمامًا.

فبينما يحتفل العالم بالمعلمين، يعيش المعلم الفلسطيني تحت وطأة الحرب، محاولًا الحفاظ على رسالته وسط الركام, ومن قلب هذه المعاناة يأتي لقاء الأستاذ بلال موسى مؤسس مبادرة "بذور المستقبل التعليمية"؛ لتعيد للطلاب حقهم في التعليم رغم النزوح والدمار، ولتثبت أن العملية التعليمية في غزة لا تعرف التوقف مهما اشتدت الظروف.

في بداية حديثه، حيّا الأستاذ  بلال موسى المعلم الفلسطيني الذي يواجه تحدياتٍ مضاعفة في ظل النزوح والدمار، مؤكدًا أن يوم المعلم العالمي في غزة هو يوم للصمود لا للاحتفال.

انطلقت فكرة مبادرته "بذور المستقبل" بعد عودته إلى منزله الذي نجا جزئياً من القصف، فحوّله إلى أكاديمية تضم 12 طالباً في البداية، لتعويضهم عن الفاقد التعليمي والنفسي.

 ومع مرور أسبوعين فقط، تضاعف العدد ليصل إلى نحو ألف طالب وطالبة، بدعم 40 معلماً ومعلمة متطوعين، جمعهم الإصرار على استمرار العملية التعليمية رغم انعدام الإمكانيات.

 

تعاونت المبادرة مع عدة مؤسسات محلية ودولية، منها جمعية أجيال، مؤسسة النيزك، الإغاثة الكاثوليكية، وإنقاذ المستقبل؛ لتوفير الأدوات التعليمية والقرطاسية وتجهيز المكان.

كما تم إطلاق برامج دعم نفسي للأطفال بجهود مؤسسات شريكة، لمساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب، قبل استئناف العملية التعليمية.

 

ولم تقتصر الجهود على التعليم فقط بل امتدت إلى أنشطة إبداعية مثل: تدوير النفايات وتحويلها إلى لوحات فنية، وهو مشروع ساهم في تنمية مهارات الأطفال وتخفيف الضغط النفسي عنهم.

 

ومع تجدد العدوان والنزوح من جديد، اضطر الأستاذ بلال وفريقه لإطلاق مبادرة أخرى في منطقة الزوايدة، داخل خيام مؤقتة، ليواصلوا تعليم الأطفال النازحين.

رغم قسوة الظروف استمرّت روح المبادرة، مؤكدين أن التعليم في غزة ليس خياراً بل واجباً مقدساً.

 

في يوم المعلم العالمي، يوجّه الأستاذ بلال موسى تحية إجلال لكل المعلمين الفلسطينيين الذين يواصلون أداء رسالتهم رغم الحرب، قائلاً إن المعلم في غزة لا يحمل قلماً فحسب، بل يحمل رسالة حياة.

 

وبين الركام والخيام، تظل مبادرات مثل "بذور المستقبل" شاهداً على أن جذور التعليم أقوى من الدمار، وأن المعلم الفلسطيني سيبقى يزرع الأمل جيلاً بعد جيل.