ترجل من رأسك وابدا العمل
محمد قاروط أبو رحمه

محمد قاروط أبو رحمه
(ملخص: استخدِمُ هذه المقولة منذ أكثر من 40 عام. وهي مقولة تعكس شخصيتي العملية، التي ترى ان الفرد يحاسب يوم القيامة على عمله مع الجماعة؛ والبيئة وكافة الكائنات الحية، وبالعمل يصقل تجربته، ويهذب اخلاقه، وينمي قِيَمَهُ، ويكتسب من العمل الثقة بالذات، والثقة بالنفس. والعمل هو كشاف ليس صدق ما يقوله الفرد فقط، بل قدرة الفرد على تحويل ما يفكر به، الى عمل وإنجاز. والعمل اهم مدرسة للتعلم).
ترجل من رأسك وابدا العمل، كنت اقولها؛ ولا زلت اقولها حتى الان، لكل من يقدم فكرة جديدة، دع ألف زهرة تتفتح من اجل فلسطين. وكنت اقولها لوقف النقد غير الصحيح من ناحية المضمون او الطريقة، او غير المناسب من ناحية زمانه، او مكانه، او الأشخاص الذين يقدم لهم النقد، او امامهم.
ترجل من رأسك وابدا العمل، وفي كل منعطف صعب يمر على شعبنا، يظهر؛ بكّاءٌ هنا، وحالم هناك؛ يريد معتصم وصلاح الدين، وخالد ابن الوليد، واخر يريد إعادة الزمن ألف عام، واخرين؛ يستدركون على ما مضى، كنت اتصدى لهم بهذه المقولة.
ترجل من رأسك وابدا العمل: هي دعوة للعمل، والبدء بتحويل الأفكار والمفاهيم؛ إلى أفعال حقيقية. نحن نرى العمل كفعل أساسي للتغيير، وتحقيق الذات وتنمية الإمكانات العقلية والجسدية، والروحية، والنفسية، وبناء علاقات صحيحة.
ترجل من رأسك وابدا العمل: تعني أن الأفكار الخلاقة؛ تستمد قيمتها، من قابليتها للتطبيق في ظروف الحاضر وشروطه. وليس في ظروف زمن اخر.
ترجل من رأسك وابدا العمل، لان العمل هو ساحة أساسية لتنمية الذات، حيث يكتشف الفرد قدرته على تطبيق أفكاره، وكيف يوظفها ويحولها الى انجازات؟
ترجل من رأسك وابدا العمل، العمل هو الفعل الذي بواسطته يُغير الفرد نفسه وبيئته، ويحرر نفسه من ضروراتها، وضروريات البيئة.
ترجل من رأسك وابدا العمل، لان إنسانية الإنسان ترتبط بالعمل الواعي ارتباطا وثيقا، وتميزه عن سائر مخلوقات الله.
ترجل من رأسك وابدا العمل، لأنه بالعمل والانجاز، يدرك الفرد ومن خلالها؛ معناه ككائن يعمل ويُبدع.
ترجل من رأسك وابدا العمل، لأنها؛ تشجع الفرد على تجاوز مجرد التفكير أو النظريات، والانتقال إلى التنفيذ الفعلي للأفكار لتحقيق أهدافها.
ترجل من رأسك وابدا العمل، لأنها؛ دليل على عقلانية الفرد ونضوجه، من خلال الممارسة العملية.
ترجل من رأسك وابدا العمل، نهدف من خلالها إعطاء الفرد؛ او فتح فرصة للفرد، لإنجاز قيمة مضافة له من خلال العمل، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو في سعي لتحقيق أهداف عامة.
ترجل من رأسك وابدا العمل:
من اين لك هذه المقولة؟
من اين لك هذه الفلسفة؟
من اين لك هذه الرؤية؟
هذه ثلاثة أسئلة شائعة توجه الي عن هذه المقولة.
واجابتي دائما، انها مقولتي، وفلسفتي، ورؤيتي للحياة، صغتها بكلمات، وتعلمتها بالممارسة من الجيل المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة، ومن التدريب العسكري وممارسته ميدانيا.
ما تعلمناه بالممارسة، والاختلاط في ظروف صعبة، وعلى مدى عشرات السنين، مع الجيل المؤسسة للثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة الشهيد ياسر عرفات، وخليل الوزير أبو جهاد، وصلاح خلف أبو أياد، وخالد وهاني الحسن، وأبو الهول وغيرهم الكثير، لا زلنا نحاول صياغته بالكلمات. تعلمتها منهم وبالممارسة، وصغتها بالكلمات.
ترجل من رأسك وابدا العمل، تعلمتها من التدريب العسكري، ومن ممارسة العمل العسكري طويلا وفي ظروف صعبة. ومن الانضباط التنظيمي.
كان لتجربتي العسكرية تأثيرها الإيجابي الأول على شخصيتي، حيث انسب لها الفضل لأنها علمتني؛ الانضباط والتركيز وتحمل الضغط. وعلمتني كيف انتقل من مرحلة التفكر وإنتاج الأفكار، إلى مرحلة التطبيق في العمل والحياة.
وهكذا انتقلت تجربتي مع الجيل المؤسس، وتجربتي العسكرية والتجربة التنظيمية معي الى الحياة والخدمة المدنية. لان خلاصة التجربة من مصادرها الخمسة، الانضباط فوق المستوى في كل زمان ومكان وتحت أي ظرف، واستخدام ما تعلمته لتجاوز التحديات بالعمل، وتحسين الإنتاجية بالعمل، وتطوير التفكير الإبداعي بالعمل، ومعالجة المواقف المعقدة في الحياة اليومية أو في بيئات العمل المختلفة، بالعمل، وان العمل في سبيل الله من بوابة تحرير فلسطين الشعب والأرض؛ هو الهدف السامي.
الان نفهم أعمق وأفضل؛ لماذا منهج فتح الأول هو العمل، ثم التحليل؟
ترجل من رأسك وابدا العمل، في التدريب العسكري
في التدريب العسكري تعني: تعلم المهارات والصفات التي يكتسبها الأفراد خلال التدريب، مثل الانضباط، والتركيز، وتحمل المسؤولية، والقدرة على اتخاذ القرارات، والثقة بالنفس.
ترجل من رأسك: تعني الانتقال من مرحلة التفكير النظري أو مجرد المعرفة إلى مرحلة الفعل والتطبيق العملي.
وابدا العمل: يعني تطبيق هذه المهارات والصفات في مهام الحياة المدنية المختلفة، سواء كانت وظيفة، أو دراسة، أو أي مجال آخر.
ترجل من رأسك وابدا العمل، نتعلم الانضباط لزيادة الانجازات، والتركيز لإتمام المهام، والتعامل مع الضغط لمواجهة التحديات.
ترجل من رأسك وابدا العمل، تنمية القدرة على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة، وتطوير المرونة النفسية لمواجهة التغيرات المفاجئة في بيئة العمل.
ترجل من رأسك وابدا العمل، نتعلم الاستفادة من فترة الهدوء لتطوير القدرة على التركيز وتوليد الأفكار الابداعية لتجاوز العقبات.
ترجل من رأسك وابدا العمل، في الحياة المجتمعية، تعني: تعزيز الثقة بالنفس، وتطوير العلاقات الاجتماعية القوية والتعاون والتجارب المشتركة، والتي تعزز الشجاعة والقدرة على تحمل المخاطر.
وأخيرا:
ترجل من رأسك وابدا العمل: نتعلم أكثر لنعمل أفضل. لا نتوقف عن التعلم، ولا نتوقف عن العمل. نعامل التعلم كما نعامل العمل، ونعامل العمل ساحة انجاز في مدرسة، ننجز فيها نتعلم منها.
ترجل من رأسك وابدأ العمل: هي فلسفة التفكير في النتائج والعمل من أجل تحقيقها؛ وليس التفكير في الجهد والتكلفة.
ترجل من راسك وابدأ العمل: لان القوة في التراكم المنظم على طريق واضح نحو هدف محدد.
إذا وصلت هنا: ترجل من رأسك وابدا العمل.