"جحيم +" مع فارق التوقيت!

ابراهيم ملحم

أكتوبر 5, 2025 - 10:00
"جحيم +" مع فارق التوقيت!

ابراهيم ملحم

أما غرور الطغاة، وتطاوسهم، وتهديدهم، ووعيدهم لأطفال غزة ونسائها وكهولها وشبانها، بعد عامين من الجحيم ، بالويل والثبور، وعظائم الأمور، فإن المرء لا يملك سوى الضحك، ولكنه ضحكٌ كالبكاء، كما قال "شاعر العرب" الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. 

لانملك في هذه اللحظات،  التي ليس لنا فيها سوى الدعوات والابتهالات، إلا أن نتقدم بـ"الشكر الجزيل" للرجل الصاخب المغرور، الذي تكرّمَ علينا بأن أمهلنا ولم يهملنا، فمنحنا فسحةً من الوقت المستقطع بفارق التوقيت، الذي ينتهي عند الساعة السادسة من مساء يوم الأحد بتوقيت واشنطن، الواحدة من فجر يوم الإثنين بتوقيت الدماء النازفة والأمعاء الخاوية التي يعتصرها الجوع في غزة، قبل أن  نشاهد النسخة المحدثة من "جحيم ترمب" في عرضٍ "غير مسبوق"، ما يُملي على سكان غزة أن يحجزوا مسبقًا مقاعدهم في السعير، قبل أن تنفد التذاكر لمشاهدة العرض الأخير، وفق تقنية "3D" بذكاء ترمب الطبيعي.

في لحظات الذهول ، لا خيارات أمام سقوط الرهانات سوى السخرية، ونحن نرى هوان خير أُمةٍ أُخرجت للناس، وقد استسلمت لمن يستعجل نيل جائزة نوبل على جسرٍ من  جثث الأطفال، وركام المدارس والمنازل والأبراج والمخابز والمستشفيات التي استحالت مقابر لسكانها.

وكم ذا بـ"واشنطن" من المضحكات ولكنه ضحكٌ كالبكاء!

تنويه : كتبت المقالة قبل التطورات السارة المتسارعة.