الفلسطينيون و العرب و عملية كي الوعي .
حمزة خضر..

الفلسطينيون و العرب و عملية كي الوعي .
حمزة خضر..
تعرض الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية الى اكبر و اضخم عملية كي وعي في تاريخ الامه العربية بدأت هذه العملية منذ توقيع اتفاقية اوسلو العام ١٩٩٣ حيث بدأت تتبلور معها اتون الخطاب المضاد لمسار الدولة الفلسطينية
و الذي كشر عن أنيابه في العام ١٩٩٦ عندما افتتح شمعون بيريز، رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك قناة الجزيرة القطرية المملوكة بنسبة ٥١٪ لمستثمرين صهاينة حيث سار الخطاب المضاد ضمن مسارين :
المسار الاول :
- تضخيم دور و فعل الاخوان المسلمون و تجميل صورة هذه الجماعة في وعي الشعوب و تقديمها للجمهور بأنها البديل الامثل للحكم الوطني و القومي في البلدان العربية ( لاحظ دورها في ثورات الربيع العربي ) .
- استعطاف الشعوب من خلال تقديم الجماعة للجمهور و كأنها الفئة المؤمنة المظلومة التي لا يراد لها ان تحكم ( لاحظ برامج الجزيرة و منصة أثير و نوعية الضيوف و لامس كيفية تحويل كل حدث في حياة الضيف الى مأساة تسبب بها نظام عربي ).
- مهاجمة النظم العربية تحت شعار (الرأي و الرأي) الاخر و لكن حقيقية هذا الشعار تكمن في ابراز اخطاء النظم و تقديم المظلومية و الاستعطاف في مقابلها ..
- تقديم النخب في المجتمع العبري للعالم العربي حيث كانت الجزيرة اول قناة عربية تطل عليها شخصيات من دولة الاحتلال بحيث اصبح ظهور شخصيات عبرية امرا مألوفا و مرغوبا في غالبية القنوات العربية تحت شعار الرأي و الرأي الاخر الامر الذي سمح بوجود الرواية الصهيونية ضمن الخطاب الاعلامي العربي .
فلسطينيا :
- مهاجمة المنظومة الوطنية الفلسطينية و اظهارها منظومة ضعيفة و هشة و لا يمكن لها ان تكون مثالا لدولة فلسطينية.
- ابراز نقاط ضعفها و الترويج للرواية المضادة والتي تمثلت في خطاب الجماعات الاسلامية .
- التعتيم الاعلامي على دور القوى الوطنية الفلسطينية و تعظيم اي دور للجماعات الاسلامية ( عملوا من الحبة كبة ) .
- تبرير دور هذه الجماعات و منحه شرعية و غطاء شعبي دون تقديم نقد صحيح و حقيقي حول هذه الجماعات و اهدافها.
- تقديم مقارنة ما بين خيارين الدولة و المقاومة و تقديم الاولى على انها كيان خائن و تقديم الاخيرة على انها الخيار الشرعي الوحيد .
- حصر الخيارات الفلسطينية في فوهة بندقية و تسخيف و تقزيم اي دور نضالي اخر بحيث يبدو عديم الاثر في وعي الشعب الفلسطيني .
- الترويج لخطاب المحاور الاقليمية عبر انشاء كم هائل من السخفاء و التافهين و تقديمهم للمجتمع على انهم مؤثرين و اصحاب رأي فيما لا يمتلكون سوى خطاب التفاهة و الهبل و لا يقدمون طرحا حقيقيا او رسالة واضحة ذات اهداف و رؤى .
فلسطينيا ( المعسكر الوطني )
غياب كامل لرواية و خطاب المعسكر الوطني فلسطينيا و لا زال غائبا الى اليوم بينما خدع المعسكر العربي و الذي يعتبر السند الحقيقي للمعسكر الوطني بالرواية التي قدمها خطاب المحاور الاقليمية و جماعة الاخوان الامر الذي ترك مساحة من الفراغ تمكنت منها جماعة الاخوان و ادواتها في غفلة من الزمن من السيطرة على عقول ملايين البشر .