روح العمل الجماعي

أ. محمد القاروط "أبو رحمه"

أغسطس 30, 2025 - 15:03
روح العمل الجماعي

روح العمل الجماعي

 

أ. محمد القاروط "أبو رحمه"

 

العمل الجماعي أسلوب علمي وعملي مثمر ومفيد، وهو إستراتيجية قيادية وإدارية، وحتى حياتية، يحتاج إليه الفرد في كل الظروف والأحوال.

الحديث عن العمل الجماعي سهل، الا انه من الصعب تنفيذه. ولا يمكن لأي من المدراء في الإدارة العليا لأية مؤسسة، أو أي هيئة قيادية أن ينتقد أسلوب العمل الجماعي، ولكن من منهم يطبقه فعلاً.

الإشكاليات التي تواجه العمل الجماعي، وإستخدامه كأسلوب في إدارة المؤسسات العامة، إشكاليات موجودة في ثقافة المؤسسات نفسها، فالمستويات الإدارية العليا تستخدم الحديث عن العمل الجماعي لمجرد الوعظ، ولا تمارسه ولا تدرب العاملين عليه، ثم تحتج المستويات الإدارية العليا بأن العاملين معهم ليسوا على قدر كاف من القدرة على تحمل مسؤولية العمل الجماعي.

 والمستويات الإدارية العليا التي ترغب بالتحكم بكل السلطات لا تميز بين الإدارة وما يتبعها من سلطة، وبين العمل الجماعي الذي ينتج توصيات أو يقدم مقترحات، كما يغيب عن أذهانهم أن العمل الجماعي هو في خدمتهم طالما لم ينتزع منهم سلطة إتخاذ القرار.

العاملين في المستويات الإدارية المختلفة يعتقدون أن العمل الجماعي يعني سلطة إتخاذ القرار، وهذا يساهم بالخلط ما بين الإدارة وما تتمتع به من سلطات وما بين العمل الجماعي كإستراتيجية إدارية تساعد الإدارة العليا في تكوين اقتراحات أو توليد أفكار أو توصيات تساعدهم على تحسين جودة قراراتهم، وسهولة تطبيقها.

إن العمل الجماعي لا يعني أن تتخذ كافة القرارات بشكل مشترك، ولكنه طريقة تؤدي إلى احترام العاملين وتقديرهم وإشعارهم بأنهم أجزاء مهمة في المؤسسة، يشاركون من خلال العمل الجماعي في المسؤولية عن تحقيق أهداف المؤسسة، أو المساهمة في تحديد كيفية أدائهم لأعمالهم.

إن العمل الجماعي إحدى طرق تدريب العاملين على إبداء آرائهم، والتعبير عنها، وتنمية روح التفكير الإبداعي لديهم. من المهم أن تعمل المستويات الإدارية العليا على تشجع العاملين على حرية التعبير وبحرية عن آرائهم، حتى لا يتسرب إلى نفوس العاملين أنهم أدوات، لأن الفرد إن شعر أنه أداة، فهذا يؤدي إلى عدم الإخلاص في العمل.

إستراتيجية العمل الجماعي، تساعد في جعل جميع العاملين مهتمين بما يحصل في مؤسستهم، حريصون عليها وعلى تقدمها. العاملون الذين يفقدون الإهتمام بما يقوموا به، أدوات لا تنتج، أو أفراد يحاول كل واحد منهم البحث عن مصالحه، وعقد تحالفات وإقامة علاقات في سبيل المصالح الشخصية وليس لمصلحة العمل.

المستويات الإدارية العليا مسؤولة عن بث روح العمل الجماعي لدى العاملين في المؤسسة، وذلك من خلال أفعالهم وتصرفاته، وفي الغالب سوف يجد العاملين الذي تحترم أفكارهم وآرائهم، منخرطون في عمل جماعي متكامل مع الإدارة العليا.

إن العمل الجماعي المشترك طريق لتوثيق الألفة والمحبة بين العاملين في المؤسسة الواحدة، وتوسع المصداقية وتحسن الإتصالات الصريحة والصادقة بين ومع الموظفين.

الموظفين الذين يشعرون أنهم أعضاء محترمين ضمن فريق، أو في المؤسسة ينتجون بإهتمام وينجزون. والموظفين الذين يشعرون أن الإدارة العليا تنظر إليهم على أنهم مجرد نوع من الإنسان الآلي الذي عليه أن يسجل مواعيد دخوله وخروجه أو يبصم بإصبع إبهامه، يفقدون الإهتمام ويبحثوا عن مصالحهم.

الإدارة العليا، مسؤولة عن التقدم والمبادرة بالخطوة الأولى، وإن لم تفعل فالجميع سيخسر وأولهم الإدارة العليا.

للعمل الجماعي روح، وروحه في ثلاثة،

فعالية الإدارة العليا وكفاءتها ودافعيتها للعمل.