*هل صحيح ان العالم قرية صغيرة؟*

*هل صحيح ان العالم قرية صغيرة؟*
الذين قالوا إن العالم قرية صغيرة، أرادوا أن يحكموا العالم، وأرادوا هدم حضارات البشرية وفرض حضارتهم، أرادوا فرض قيمهم على البشرية، أرادوا تحديد دول الخير ودول الشر، أرادوا تقديم أنفسهم على أنهم خير البشر وصناع مستقبله، أرادوا اسقاط هذه المفاهيم الخاصة بهم علينا حتى يكون عدوهم عدونا وصديقهم صديقنا، مستخدمين بذلك قوتهم العسكرية والاقتصادية، ووسائل إعلامهم ووسائل التواصل الاجتماعي، إنهم صناع المشروع الصهيوني في بلادنا، وحلفائه.
في هذا الانفتاح الكبير بين الناس في العالم والضخ الإعلامي وتوفر آلاف المصادر المعلوماتية الموجهة والحيادية، وفي الإقليم الذي نعيش فيه تتصارع قوى كبيرة تحاول كل منها حرف بوصلتنا عن فلسطين، يبرز السؤال الأهم: كيف يستمر كل فلسطيني ممسكا بقوة وثبات بهدف دحر المشروع الصهيوني في بلادنا؟، وكيف يقوم بما يجب أن يقوم به؟
نحن الشعب العربي الفلسطيني جزء من امة عربية ومن محيط إسلامي مسيحي، وهذا الإقليم تتصارع فيه دوله على السلطة والنفوذ، وهذا الإقليم أيضا بسبب موقعه الجغرافي العالمي، وكتلته البشرية الهائلة وموارده المتنوعة ومنها الطاقة، فان الدول العظمى أيضا تتصارع على النفوذ فيه.
في هذا مجمل هذه الصراعات دائما فلسطين موجودة، والشعب الفلسطيني موجود، موجود بصيغة استغلالية، او اسنادية. بغض النظر عن صيغة وجودنا في الصراعات البينية بين دول الإقليم او الدول الكبرى ضد دول الإقليم، فان علينا دائما الاستعداد لتجنب اية أخطار على قضيتنا، او الاستعداد للاستفادة منها. وليس مطلوب منا ان نحدد موقفا ضد او مع هذه الدولة او تلك.
وعلينا ان نتذكر دائما ان لا عدو للشعب الفلسطيني سوى دولة المشروع الغربي الصهيوني في بلادنا.
العالم ليس قرية صغيرة، العالم متنوع الحضارات والمصالح. ولن ينجوا العالم من قبضة الهمجية أعداء البشرية الصهيونية وحلفائها الا بهزيمة المشروع الغربي الصهيوني في بلادنا.
ولا عدو للشعب الفلسطيني سوى الاحتلال.
اما الذين آمنوا أن العالم قرية صغيرة، فإنهم يرددون ما تقوله وسائل اعلام الغرب والصهيونية الهمجية.
محمد قاروط ابو رحمه