الفكرة، والأداة، والإطار

يونيو 4, 2025 - 08:47
الفكرة، والأداة، والإطار

 

محمد قاروط ابو رحمه

يمضي الإنسان حياته وهو يبحث ويتقصى خلف فكرة، لأن الفكرة هي الأساس، والفكرة إما أن تخرج من بطن التجربة، يلاحظها مهتم أو مختص، فيُنظِرها، أو تخرج من المختبرات، أو تأتي على شكل إلهام يتخيلها الفرد ثم تتم صياغتها بمفردات، او تقتضيها الحاجة.

وذا كانت الحاجة هي ام الاختراع، فان الفكرة تخدم بيئتها وهي وليدة بيئتها، والفكرة لا تتشكل من فراغ، ولا تعمل في فراغ.

والأداة، هي الأساليب والوسائل التي بواسطتها يتم تنفيذ الفكرة على الوقع.

لذلك يجب أن تكون الأساليب مناسبة ومتناغمة مع الفكرة المفترض أن تنفذ على ارض الواقع..

الفكرة والأداة تعملان معاً، ولا يمكن تصور إحداهما بدون الأخرى.

والإطار هو الحاضن للفكرة والأداة، هو الجو أو الفضاء الذي يعملان بداخله كل من الفكرة والأداة، يعزز الفكرة ويطورها، ويردف الأداة بأساليب جديدة كلما تطورت الفكرة.

 

تتداخل الفكرة والأداة والإطار تداخل لا يمكن فصلهم إلا نظرياً، إنهم يعملون معاً، بانسجام وتناغم شديد البساطة والتعقيد معاً. شديد البساطة عندما تكون كل واحدة منهن واضحة ومفهومة ومعلنة. واضحة في أذهان أصحاب القرار، والمفكرين، مفهومة لدى الجهاز التنفيذي، ومعلنة لكل المستفيدين.

 

وهي (اي العلاقة بين الاطار والفكرة والادوات)، شديدة التعقيد عندما تبحث هذه العلاقة لتضع خطوطاً فاصلة بينهم من جهة، ومن جهة أخرى عندما ترغب بإقناع أصحاب القرار بأن يقوموا ببلورة كل منهن، ثم تحويل هذه القناعات إلى خطط وسياسات، وإجراءات، ينفذ العمل اليومي على أساسها.

وتزداد الأمور تعقيداً عندما يطلب تقييم العمل اليومي  والإجراءات والسياسات والخطط على قاعدة الفكرة والأداة والإطار.

إن أي فعل يقوم به الفرد أو الجماعة أو المؤسسة، يجب أن يكون محكوماً بالإطار معززاً للفكرة، على قاعدة أن العمل أو الفعل هو الأداة.

يمكن تخيل المشهد المتداخل للفكرة والأداة والإطار، بالشكل الذي يرغب كُل مِنّا أن يرسمه، ولكن لا يُمكننا تخيل الإطار إلا حاضناً ضاماً للفكرة والأداة، بحنيّه عالية، قابلاً للتوسع كُلما كبرت الفكرة وتعددت أساليب الأداة، وهذا لا يعني عدم ثبات الإطار، وإنما يعني أن يكون له قدرة عالية على المرونة، يستجيب لمتطلبات الفكرة والأداة.