أبو عمار .. ستبقى رمزا خالدا وقائدا لا يموت

أبو شريف رباح

نوفمبر 6, 2025 - 08:42
أبو عمار .. ستبقى رمزا خالدا وقائدا لا يموت

أبو عمار .. ستبقى رمزا خالدا وقائدا لا يموت

أبو شريف رباح 
5\11\2025

في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات
أبو عمار، الحاضر في فكرته التي أطلقها العام ٦٥ وحملها الشعب الفلسطيني في ذاكرته مستمرا بها من أجل فلسطين وقضيتها العادلة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى ديارهم. 

تمر اليوم الذكرى الحادية والعشرون لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات، الرجل الذي شكل بمسيرته النضالية الممتدة لأكثر من أربعة عقود عنوانا للثورة الفلسطينية وصوتها الحر وضميرها الحي، من الطلقة الأولى في عيلبون، إلى ملحمة الكرامة في الأردن، فالصمود الأسطوري في بيروت، ثم الانتفاضة الأولى التي فجرت الغضب الفلسطيني المكبوت، وصولًا إلى العودة إلى أرض الوطن، وانتفاضة الأقصى، والحصار، فالاغتيال في مقر المقاطعة برام الله، بقي عرفات شامخا كجبل، متمسكا بالثوابت، رافضا كل الإملاءات، مستعدا للشهادة .. شهيدا .. شهيدا .. شهيدا. 

تمر الذكرى وفي القلب غصة، وفي العين دمعة، وفي الجسم ألم على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ففي الوطن لا يزال العدوان الهمجي الإسرائيلي مستمرا على أهلنا في قطاع غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، والضفة تتعرض لحرب صامتة ينفذها المستوطنون المدعومون من جيش الاحتلال عبر الاعتداءات اليومية على المواطنين وممتلكاتهم، أما القدس فتدنس كل يوم من قبل بن غفير وقطعان المستوطنين، وفي الشتات يعاني أهلنا أوضاعا مأساوية في المخيمات والتجمعات منذ سبعة وسبعين عاما ذاقوا خلالها مرارة القهر واللجوء والحرمان. 

ياسر عرفات لم يكن زعيما عابرا في ذاكرة الشعوب بل كان رمزا لحلم وطني لم ينكسر رغم المؤامرات والحصار، صمد في وجه آلة الاحتلال، وواجه العالم وهو يحمل غصن الزيتون بيدٍ والبندقية باليد الأخرى قائلا عبارته الشهيرة "لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".

بعد واحد وعشرين عاما على استشهاده لا يزال أبو عمار حاضرا في وجدان الفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم، حيّ بفكره، بنضاله، وبمسيرته التي لم تعرف المساومة على الحق الفلسطيني، فقد كرس عمره كله من أجل فلسطين، من أجل شعبها، من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها.

إن إرث الرمز ياسر عرفات لا يقاس بالسنوات بل بالعزيمة التي زرعها في قلوب الملايين وبالهوية الوطنية التي حماها من التذويب وبالإصرار على أن الثورة مستمرة حتى تحقيق الحلم الذي عاش ومات من أجله، "أبو عمار" ستبقى رمزا خالدا وقائدا لا يموت لأنك الفكرة التي لا تموت.