الربط والوصل في كتاب انا والطبيب والحياة (3)

الربط والوصل في كتاب انا والطبيب والحياة (3)

محمد قاروط ابو رحمه

(الملخص: هذا الكتاب "أنا والطبيب والحياة" ليس عشوائيا في بنائه، بل يعتمد على شبكة مترابطة فكرية وتنظيمية وتربوية).

أوضحت في المقدمة ان هذا الكتاب قائم على مبدأ "كل نص قائم بذاته، وان كل نص معتمد ومكتف بذاته" لكن "كل النصوص مترابطة وظيفيا"، بمعنى أن كل نص يعالج فكرة مستقلة، لكن عند تأمل البناء الكامل، نكتشف بنية مترابطة بتقاطعات وتفاعلات فكرية وتنظيمية وفلسفية تهدف الى:

بناء الذات الانسانية، والمساهمة في الارتقاء بالمجتمع، التوجيه السياسي والتنظيمي، والإسهام في المشروع الوطني التحرري، وهذه بعض الأمثلة:

في ص18 "أنا والطبيب والحياة"، يربط بين الصحة الجسدية والحكمة في اتخاذ القرارات. يبدأ من الفرد والربط من الذات إلى الوطن.

في ص30 "التغيير من أجل الإصلاح والتطوير ما بين القبول والرفض" نكمل الكتابة عن الذات، وننقله إلى بعد جماعي (المؤسسات والمجتمع).

في ص من 53 الى ص 59 "الشاهد والمشاهد وصناع المشاهد" نربط التغيير الفردي بدور الفرد في صناعة المشهد الوطني

 والربط هنا؛ انتقال تدريجي من الاهتمام بالوقاية الشخصية إلى صناعة مشاهد نضالية تصب في النصر الوطني.

ونحن في الكتاب لا نكتفي بتشخيص الواقع، بل نبحث كيف نوجه القارئ إلى وعي نقدي ثم تحوّل عملي على النحو التالي:

في ص 20؛ 21 "الإدراك المتأخر" نناقش لحظة الوعي المتأخرة

وفي ص41 "التفكير في المستقبل" كيف نحول الإدراك إلى بوصلة للتخطيط

وفي ص33 "اضغط من أجل التغيير واستمر بالضغط" ندعو إلى العمل والفعل بناء على هذا الوعي والتفكير. وهذا انتقال من التفكير إلى الفعل.

تبنى الاسرة في الفرد قيمه الشخصية "الصدق، المحبة، القوة" ويستمر بها؛ ونحذر من التراجع عنها أو ان تشوه البيئة الضاغطة هذه القيم؛ ولمعالجة هذا الامر والحفاظ على القيم فان الانتقال من القيم الشخصية إلى نظام القيم امر يحفظ قيم الفرد والجماعة.

في ص 25؛ 27 "أنت إنسان، جدد إنسانيتك" تعريف للهوية الإنسانية الحقيقية.

في ص 21 "الاستغفار والاعتذار" كيف يوحد الاعتذار القلوب.

في ص45 "قوة الكلام والحب" تطبيق للقيم في العلاقات الإنسانية.

وفي ص31 "لا تصبح مكب نفايات" نحذر من فقدان الإنسان لذاته حين يغرق في السلبية.

ان مهمة التنظيم هي المساهمة في التحرر من الاحتلال لذلك اظهرنا الرابط بين أدوات النضال التي تساهم في التحرير.

في ص13 "الكتابة التزام وطني وتنظيمي" تقديم المتوكل طه الكتابة أداة نضال

في ص35 "رفض التغيير" نشرح آليات الرفض داخل الأطر التنظيمية وكيفية معالجتها من اجل التحرر الوطني.

في ص من 53 الى ص 59 "الشاهد والمشاهد وصناع المشاهد" " نوضح كيف تتشكل المشاهد الكبرى من مشاهد تنظيمية صغيرة

استخدمنا خبرتنا التنظيمية وخبرة زملائنا لتفسير الواقع السياسي وحاولنا تقديم مساهمة في الإصلاح من داخل النظام.

ونريد من خلال هذه الروابط المساهمة في تطوير وتنمية أربعة محاور:

أولا: المساهمة في بناء وعي شامل من خلال دفع القارئ للانتقال من الوعي الفردي إلى الوعي الاجتماعي والوطني.

والثاني: المساهمة في الهام القارئ وحثه على العمل. وان لا يتوقف عند التحليل، بل نحفزه على الفعل وتغيير محيطه.

والثالث: اعتبار الفكر أداة تحرير، عبر التبصّر، والتخطيط، والانتماء للمشروع الوطني، وليس أداة تسلية وتنظير.

والرابع: تقديم نماذج قيادية تربوية، تكتب الفكرة وتقولها، وتجسدها في التجربة العملية على الواقع.

هذا الكتاب "أنا والطبيب والحياة" ليس عشوائيا في بنائه، بل يعتمد على شبكة مترابطة فكرية وتنظيمية وتربوية.

 وعناوينه؛ وإن بدت حرة؛ فهي محطات ضمن مسار يقود الفرد والجماعة؛ من الذات نحو الفعل الوطني.

كتاب "انا والطبيب والحياة" صادر عن دار البيرق العربي للنشر والتوزيع، رام الله فلسطين، 2024، تقديم الأخ د. المتوكل طه وتصدير الاخ المفكر العربي بكر أبو بكر.

متوفر نسخة الكترونية مجانية على موقع مكتبة نور الإلكترونية