أحداث، وأحداث متلاحقة

أحداث، وأحداث متلاحقة
سعدات عمر
قد يبدو الحديث عما يجري من عدوان مستمر على شعبنا الفلسطيني منذ العام 1948 يجدر بنا تسميته بعصر النكبات الفلسطينية، وعما يدور من مباحثات، وحوارات، ومن محطات السيد الرئيس أبو مازن حديثاً مهماً من الزوايا السياسية، والأمنية، والإجتماعية، والتنظيمية ينتسب إلى حاضر، ومستقبل شعبنا الفلسطيني يتجاوز التطورات اللاحقة. لكن تأملاً مدققاً في المسألة الفلسطينية من الناحية الرسمية العربية يكشف لنا انطباعاً مخادعاً، وظاهرياً. فالحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على شعبنا الفلسطيني هي اليوم في نتائجها المباشرة، وانعكاساتها المتعددة الجوانب، وفي سلسلة التفاعلات التي أطلقتها طيلة 77 سنة أشد راهنية مما تبدو لدى المقارنة الأولى، وإذا كان الغرض هنا الإحاطة السياسية بالمواجهة العسكرية أهدافاً، وحصيلة، وافاقاً، واستجلاء طبيعة المرحلة التي افتتحتها فلا بد على سبيل المخل من استرجاع سريع للعناصر التي شكلت المناخ الذي تمت في ظله. فلقد جاءت الحرب المُعلنة على شعبنا الفلسطيني في ذروة مناخ إسرائيلي شهد تطورات عدة غذَّت بعضها بعضاً كل ذلك في مقابل مناخ عربي يتجه نحو مزيد من التخلي عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي بوصفها القضية المركزية للصراع عبر كسر التحريم الذي فرضته الأخلاق الغربية أو عبر إبداء التسامح الشديد حيال مسألة التعامل العربي مع إسرائيل وعدوانيتها والجنوح نحو حل شكلي يُراد به طي الموضوع أكثر مما يُراد به حسمه على وجه قاطع، الأمر الذي كشفته هذه الأيام وما ستكشفه الأيام اللاحقة. في هذا المناخ، وتلك علاماته الفارقة ليس إلا إذا بادرت إسرائيل بعد زيارة الرئيس ترامب للسعودية ودول الخليج العربي، وما صرَّح به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تجاه التطبيع مع إسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في المناطق التي أحتلتها اسرائيل أثناء حرب حزيران 1967 إلى اتفاقيات حلول بالمعنى الفعلي للتعبير برسم الأهداف، وعندما نتحدث عن المراهنة الإسرائيلية على تولد مثل هذا المناخ فإننا نتحدث في الوقت نفسه عن مراهنة مُكمٍّلة لها قوامها قدرة أو إستعداد المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية بما تمتلكان من ثقل عربي واقليمي ودولي.