صفقة القرن القديمة المستجدة بالكيفية لا بالمحتوى

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب السيد على مراكز القرار الأمريكي " الجمهوريين " الذين يسيطرون على مجلس الشيوخ ومجلس النواب و وكالات الأمن القومي قلَّ ما ستُعارض سياسته الداخلية والخارجية.
ترامب السياسي المبتدئ في إدارته الأولى التي كانت جامعته في علوم السياسة وخسارته الإنتخابات نقطتين أضافتا المعرفة والحنكة إلى شخصيته مع الحاجة إلى مزيدٍ من التواضع ليتوازن غروره.
ترمب المسيحي المتدين الذي يدعوا المواطنين الأمريكيين إلى العودة إلى الله والدين ويعمل على إلغاء قوانين شيطانية كالمثلية الجنسية والتحول الجنسي هو أفضل بكثير للإنسانية على سطح الكوكب من الديمقراطيين متبني الإنحلال الأخلاقي في كل أشكاله وبذلك يكون رصيد ترمب مرتفع جداً من نواح عدة دينياً، أخلاقياً وحديثه عن سلام عالمي.
ترمب هو نفس الشخصية التي تسعى لتكون عالمية في إحلال السلام في العالم بقوته وذكاءه ولكن المهمة الأصعب بنظره هي القضية الفلسطينية فهو عرض خلال إدارته الأولى صفقة القرن التي تعاطى معها إقتصادياً أكثر من أنها قضية حق في الأرض والكيان والكل شاهد ردة فعل القيادة الفلسطينية الرافضة للتعاطي مع القضية الفلسطينية على أنها قضية إقتصادية بينما هي من أكثر القضايا السياسية والجيوسياسية المحقة والشائكة منذ ما بعد الحروب العالمية.
ترمب اليوم يريد صفقة القرن كما هي تنتج دولة فلسطينية بعاصمة متشابكة مع ضم بعض أجزاء الضفة إلى دولة الإحتلال ولكن! يجب أن لا يأتي أحدا على ذكر قضية اللاجئين، فطرحه اليوم تهجير الغزيين ما هو إلا تكبير لحجره حتى يحصل على موافقة عربية شاملة على حل قضية اللاجئين الفلسطينين وأيضاً تغيير المؤسسات الفلسطينية بأسمائها وخطابها وشكل السلطة! فعلى الأردن ومصر توطين اللاجئين المتواجدين فيهما وعلى العرب جميعاً تبني حل للاجئين الفلسطينين المتواجدين في لبنان علماً أن القيادة السورية الجديدة طرحت على اللاجئين فرصة حمل وثيقة السلطة أو الجنسية السورية.
أما بالنسبة للسلطة ومؤسساتها فهناك مطالب كثير متشابهة يطالب بها أصلاً القيادة كالإصلاحات في المؤسسات ودوائر الدولة والكثير من الطروحات التي تمحوا تاريخياً وتكتب غيره.
ما علينا سوى أن نراقب في الأشهر المقبلة مجريات الأحداث التي ستأخدنا بالتأكيد إلى توافق عربي على تصور كاملٍ للقضية حفاظاً على حلم الدولة الفلسطينية.
عيسى دياب