طوفان الأقصى  بين النصر والهزيمة

فبراير 21, 2025 - 18:18
طوفان الأقصى  بين النصر والهزيمة

تنشغل الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والنخب الفلسطينية والعربية وحتى الإسلامية المتنوعة بالحديث عن نصر أو فشل إسرائيلي بتحقيق أهدافها في قطاع غزة ، متناسين أن حركة حماس هي من شنت الهجوم على مستوطنات غلاف القطاع، القى خلالها الشهيد محمد الضيف كلمة تزيد عن ٢٠ دقيقة حدد فيها اهداف المعركة، التي سأحاول تحويلها لنقاط من دون تحديد أهميتها وهي: 
1. أن الهجوم الذي تم في السابع من أكتوبر يعتبر رأس حربة لمقاومة الاحتلال الذي يبدأ من القطاع ويمتد من الضفة الغربية وينتقل لدول الجوار ولمختلف الدول العربية والإسلامية مثل ماليزيا واندونيسيا -وهي دولة رشحها ترامب لاستقبال الفلسطينيين.
٢. وقف الانتهاكات الجسيمة بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس.
٣. مواجهة الاستيطان المستشري من قبل دولة الاحتلال.
٤. محاسبة إسرائيل على اختراقها للقانون الدولي في المناطق الفلسطينية المحتلة.
٥. عقابا على استمرار حصار قطاع غزة. 
٦. الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين رفضت إسرائيل تنفيذ تبادل أسرى انساني.
٧. وقف التنسيق الامني .
٨.  ووقف تطبيع الدول العربية والإسلامية تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال.

اثر ذلك الهجوم الذي استمر عدة ساعات من قبل عناصر حماس وغيرهم، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات جوية وبحرية  وبرية استمرت ما يقارب أكثر  من 15 شهرا، توقفت بعد التوصل لوقف اطلاق النار الهش، خرج بعدها نائب رئيس حركة حماس خليل الحية بالحديث عن الانتصار الذي تحقق ،وقام عناصر الحركة بتوزيع الحلوى في بعض مناطق القطاع احتفالا بالنصر ، وتحدث الكثيرون من قيادات حماس وغيرهم الكثيرين عن فشل إسرائيل من تحقيق اهدافها. 
بناء على ذلك ووفق خطاب الشهيد محمد ضيف يبدوا أن حركة حماس لم تحقق الأهداف التي تطلعت إليها باستثناء عملية تبادل الأسرى وهي نقطة الضوء الوحيدة من هجمات السابع من أكتوبر.
الأمر الآخر المهم 
، وبعيدا عن تحقيق الأهداف فقد نجحت إسرائيل باستعادة احتلال قطاع غزة وتدمير مساكنهم وبناته التحتية بنسبة تفوق 70% وقتلت وجرحت أكثر من 300 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح وهجر القطاع أكثر 10% من سكانه خلال فترة الحرب، كما زادت حدة الهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية وأصبح التهجير الداخلي سياسة عادية علاوة على استخدام غير معقول للقوة المسلحة، كما أن تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية أخذ منحا مختلف حيث يتجول جنرالات ووزراء دولة الاحتلال في العالم العربي بشكل علني، ذلك أن الخيانة أصبحت وجهة نظر.  
أما الاعتداءات على المقدسات فقد زادت وتطورت إلى مطالب بإنشاء وجود إسرائيلي ثابت داخل الحرم القدسي  
الشريف. والأخطر من كل ما ذكر أن الحرب وفشل حركة حماس في تحقيق أهدافها حول مشروع التهجير إلى أمر  واقع وربما قابل للتحقق، خاصة بعد التصريحات الحديثة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. كذلك لا بد من الإشارة إلى القرارات والقوانين التي اتخذت بحق وكالة الغوث التي أصبح وجودها في الضفة الغربية وقطاع غزة محل شك كبير.  
كل ذلك حدث، وقيادات حركة حماس تتحدث عن الانتصارات متجاهلة أن الاعتراف بالأمر الواقع والفشل بتحقيق الاهداف سيدفع الفلسطينيين إلى البحث عن حلول للأزمات الناتجة لحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.
عليان هندي الباحث في الشؤون الإسرائيلية